" أما خطبَته فَكَانَ لَهَا صدع فِي الْقُلُوب، وتزداد - وَهُوَ على الْمِنْبَر - فِي المهابة والنور ... ... مَا لَا أَسْتَطِيع وَصفه، بِحَيْثُ كنت إِذا نظرت إِلَيْهِ، وَهُوَ على الْمِنْبَر، يغلبني الْبكاء.
وَكَذَلِكَ نَهَضَ بمهمة الْفتيا بدار الْعَمَل سنة ٨١٥ هـ، وامتازت فَتَاوِيهِ بالإيجاز مَعَ حُصُول الْغَرَض مِنْهَا، وبز عُلَمَاء عصره فِيهَا، واعتنى بإخراجها محررة مستندة إِلَى الْأَدِلَّة ذَات الِاعْتِبَار، وَهُوَ فَقِيه النَّص.
وَبلغ معدل مَا كَانَ يَكْتُبهُ فِي بعض الْأَوْقَات (٣٠) فتيا فِي الْيَوْم.
خزن الْكتب: وَلَقَد قَامَ بمهمة خزن الْكتب بالمكتبة المحمودية، وَعمل لَهَا فهرسين: أَحدهمَا على الْأَبْوَاب، وَالثَّانِي على الْحُرُوف.
وَكَانَ مِثَالا للحرص على كتبهَا، ويفتديها بكتبه، فَكَانَ يَقُول: " لَا يُؤْخَذ من كتب الخزانة إلإ مَا لَيْسَ فِي كتبي "
هَذَا، وَكَانَ يقوم بدور عَام فِي الْإِصْلَاح والإرشاد، وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر، وَدفع الظُّلم والحيف عَن النَّاس.
وَيظْهر ذَلِك من انتقائه لمادة أَمَالِيهِ - خَاصَّة الْمُطلقَة مِنْهَا - لأمور ذَات مساس بِالْحَيَاةِ الاجتماعية.
هَذِه هِيَ الصِّفَات العلمية والخلقية الَّتِي جعلته مصداقا للقب شيخ الْإِسْلَام وحافظ الْعَصْر، وخاتمة الْمُحدثين، وأمير الْمُؤمنِينَ فِي الحَدِيث.
1 / 18