تناول علي بن ربن الطبري (توفي نحو 250ه/864م) في كتابه «فردوس الحكمة» موضوع المد والجزر واعتبر أن سببها المباشر هو القمر؛ حيث قال: «ويكون الجزر والمد أيضا في البحر بالقمر.»
10 (1-3) الجاحظ
قد يكون الجاحظ (توفي 255ه/869م) من أوائل العلماء الذين تناولوا موضوع نقد ما يتناقله عامة الناس من تفسير لظاهرة المد والجزر في البحار، وذلك في رسالته «التربيع والتدوير». فهو يريد أن يصل لسبب عقلي مقنع بعيدا عن المقترحات الغيبية. ويصل في النهاية إلى أن للقمر دورا فاعلا ورئيسا في الظاهرة.
قال الجاحظ: «وما تقول في المد والجزر، أمن ملك يضع رجلا ويرفع رجلا؟ فإن كان كذلك فلعل مدبر الفلك ملك ولعل صوت الرعد صوت زجر ملك، فندع الفلسفة ونأخذ بقول الجماعة، أم نزعم أن المد والجزر من نفس الجواذب إذا جذب وإذا رفع! وما تقول في قول من زعم أن القمر مائي وأشبه الكواكب بطبيعة الأرض، فإنما يكون الجزر والمد على مقادير جذبه للماء وإرساله له، ذلك معروف في منازله ومجاريه يعرف ذلك أهل الجزر والمد.»
11 (1-4) الكندي
أفرد أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (توفي 256ه/869م) رسالة خاصة بعنوان «رسالة في العلة الفاعلة للمد والجزر»،
12
وهي من أوليات الرسائل المتخصصة في معالجة هذا الموضوع والقائمة على نظرية التمدد الحجمي للمواد.
وبحسب تقييم سزكين لهذه الرسالة، فإنه يرى أنها «بعرضها المسهب في إطار المصادر حول الموضوع نفسه، فإنها قائمة بذاتها دون نموذج سابق مباشر، فعبارته تعد العبارة الوحيدة التي أقيم فيها الظاهرة الكونية بلا ثغرة. والفرق بين عبارة الكندي والوصف الحديث يكمن - بشكل رئيس - في أنه استبدل في الوقت الحاضر بالتفسير الحركي جذب القمر والشمس.»
13
Page inconnue