ومما ذكره إبراهيم فصيح الحيدري (توفي 1299ه/1881م) في كتابه «تاريخ المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد» أنه عندما زار البصرة وشاهد «ما فيها من عجائب الأنهار وغرائب النخيل والأشجار الممتنعة الحد والحصر مع ما فيها من المد والجزر في اليوم مرتين بحيث تمتلئ الأنهار والسواقي وكل عين وقد آلت إلى الخراب فلم يبق منها إلا الاسم واندرست آثارها فلم يبق إلا الرسم.»
19
و«في بيان أنهار البصرة الموجودة في هذا العصر، الكبار المحصية والصغار التي لا يحصيها عد ويجري فيها الماء من شط يقال له شط العرب، وهو مجتمع دجلة والفرات ويحصل لهذا الشط ولجميع الأنهار المد والجزر في اليوم والليلة مرتين؛ مرة في الليل وأخرى في النهار وتختلف ساعات المد تقديما وتأخيرا والأنهار الكبار لم تزل مملوءة من الماء إلا العشار فإنه يخلو من الماء حالة الجزر، وأما الصغار فهي خالية أثناء الجزر فإذا حصل المد امتلأت الصغار وازدادت الكبار التي تجري فيها السفن وجميع الأنهار الكبيرة خارجة من شط العرب.»
20 (3-2) أبو إسحاق الإصطخري
ذكر إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري عددا من الأماكن التي رصد فيها المد والجزر. ففي حديثه عن خوزستان قال: «وتتصل زاوية من خوزستان بالبحر فيكون له خور يخاف على سفن البحر إذا انتهت إليه فإنه يعرض، واستجمع مياه خوزستان بحصن مهدي فيتصل بالبحر ويعرض هناك حتى ينتهي في طرفه المد والجزر ويتسع حتى كأنه من البحر.»
21
وقد كرر نقل هذه الرواية كل من: محمد بن حوقل البغدادي الموصلي (توفي بعد 367ه/بعد 977م)،
22
وياقوت الحموي (توفي 626ه/1229م)،
23
Page inconnue