18
قال الأصمعي: بحر الرجل بالكسر يبحر بحرا، إذا تحير من الفزع مثل بطر، ويقال أيضا: بحرا إذا اشتد عطشه فلم يرو من الماء. والبحر أيضا داء في الإبل، وقد بحرت، والأطباء يسمون التغير الذي يحدث للعليل دفعة في الأمراض الحارة بحرانا، يقولون هذا يوم بحران بالإضافة باحوري على غير قياس، وكأنه منسوب إلى باحور، وباحوراء مثل عاشور وعاشوراء، وهو شدة الحر في تموز وجميع ذلك مولد. انتهى.
زاد في المجمل يقال للحارات والفجوات البحار،
19
والبحار الأرياف، قال بعض أهل التأويل في قوله تعالى:
ظهر الفساد في البر والبحر
20
أراد بالبر البادية وبالبحر الريف. والبحر السلال يصيب الإنسان والباحر الرجل الأحمق انتهى.
إذا تقرر ذلك فاعلم أن قول الجوهري البحر خلاف البر تفسير بالأعم؛ لأنه شامل للعيون والآبار والجداول والسراة وغيرها مما ليس ببحر، وأهل اللغة لا يتحاشون عن التفسير بالأعم فتراهم يقولون سعدانة نبت والأراك شجر وأمثال ذلك. وأما أهل الميزان وسائر أرباب النظر فإنهم يعيبون
21
Page inconnue