في عمله (
) تفسيره للمد والجزر بأن القمر يؤثر على المياه، «ليس بعملية بسيطة على مناطق سطحية أو أعلاها، وإنما من خلال إثارة أرواح نترات الكبريت والأجزاء التي تعود بشكل مرتب ومنتفخ إلى القاع.» وكذلك ترتفع المياه وتسقط وفق حركة القمر من الذروة للقاع. وعبر عن رأيه بالقول: «لهذا فإن بعض البحار تتدفق أعلى من بحار أخرى وفق ما يكفي من هذه الأرواح، في قوامها التحت مائي؛ لذلك فإن مد وجزر البحر يحدده فورا المركب الكيميائي للماء، وبشكل غير مباشر، التأثير الفيزيائي للقمر.»
35
ونلاحظ أن نظريته لا تختلف كثيرا عن نظرية الكندي وبعض العلماء العرب الذين اقترحوا أن القمر يرسل أشعة نوره فتسخن قاع البحر ويحدث المد والجزر. (4-8) إسحاق فوسيوس
زعم الهولندي إسحاق فوسيوس (توفي 1689م)
I. Vossius
في كتابه المعنون
De Motu Marium et Ventorum ، أن المد والجزر ينتج عن حرارة الشمس، وأن ارتباطهما الظاهري بالقمر ليس سوى تزامن غير سببي.
36 (5) المبحث الخامس: علماء القرن 18م (5-1) جون واليس
اقترح عالم الرياضيات الإنكليزي جون واليس في عام 1666م نسخة مطولة لنظرية جاليليو. حيث إن التذبذبات المدية التي تنشأ من دوران الأرض، لا تنجم فقط عن حركة الأرض حول الشمس، بل أيضا عن حركتها حول مركز جاذبية نظام الأرض- القمر. وبذلك حاول واليس أن يضمن تأثير القمر في نظرية أهملت تأثيره. لقد كان الوضع برمته مربكا جدا؛ فإذا لم يتحكم القمر والشمس بالمد والجزر، فكيف يفسر المرء الأرصاد؟ وإذا كانت الأرصاد صحيحة، كيف يفسر المرء أن القمر والشمس استطاعا أن يتحكما بالمد والجزر على الأرض؟
Page inconnue