J. Wallis
في هذا الاتجاه. وقد كان فورنييه في بعض الأحيان، في كتابه
Hydrographie ، يستأنف نظرية جاليليو بصيغتها المعدلة من قبل غاسندي، لكنه لم يكن راضيا تماما عنها.
29 (4-5) رينيه ديكارت
كما نعلم أن المرتكز الرئيس في فلسفة رينيه ديكارت هو أنه لا يوجد خلاء في الطبيعة. وقد فسر الجاذبية كما يأتي: لما كانت أجزاء السماء المحيطة بالأرض تدور بسرعة أشد مما تفعله أجزاء الأرض، فإن أجزاء السماء تميل للخروج عن مجراها بقوة أشد من أجزاء الأرض أيضا، لكن ما يمنعها من ذلك هو عدم وجود خلاء في الطبيعة، أي خلف مادة السماء نفسها، وبالتالي لن يخرج أي جزء من هذه المادة عن مجراه دون أن يحل محله جزء آخر. وبالتالي فإنه من المحال أن تخرج أجزاء الأرض عن مسار حركتها، وهذا هو السبب في تماسك أجزاء الأرض مع بعضها بعضا، أو ما يعرف بالجاذبية.
30
ونظرا لكون الهواء والماء المحيطين بالأرض سائلين، فمن البديهي أن القوة نفسها التي تشد الأرض، أي دوران مادة السماء، هي التي تخفض هذين الجسمين نحو النقطة «ر» على الشكل، ليس من جهة (6، 2) فحسب، وإنما من الجهة المقابلة (8، 4)، وترفعهما بالمقابل في المواضع (1، 5) و (7، 3)، بحيث إنه مع بقاء سطح الأرض مستديرا، بسبب صلابته، يجب أن يتشكل سطح الماء والهواء السائلان بشكل إهليلجي. وللقمر دور في تشكيل أقصى مد وأقصى جزر خصوصا عندما يكون في طور البدر وفي طور الهلال.
31
تشكل المد والجزر في البحر حسب ديكارت. حيث إن الهواء يمثل (5، 6، 7، 8)، والماء (1، 2، 3، 4)، وهما يحيطان بالأرض، ويقع القمر في النقطة (ب)، وتحيط السماء الصغيرة (أ، ب، ج، د) بالجميع. (مصدر الصورة والتعليق: ديكارت، رينيه، العالم أو كتاب النور، ص112، 117.)
لقد افترض ديكارت، في عام 1644م، أن كلا من القمر والأرض محاطان بدوامة كبيرة. الضغط الذي تمارسه دوامة القمر على ذلك لدى الأرض كان منتقلا إلى سطح الأرض، حيث يسبب المد والجزر. على أي حال، نظرية الدوامات توقعت الجزر بشكل خاطئ عندما كان يوجد فعلا مد عال، مع أنه لا بد من الاعتراف أن الصورة كانت معقدة جدا بسبب الطور الأخير لمد وجزر المحيط.
Page inconnue