﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إذا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ ١. يقول: لو كنت يا محمد تخط بيمينك أي تكتب أو كنت ممن يقرأ المكتوب لارتاب فيك من بعثتك اليهم فلما كنت لا تخط ولا تقرأ وتتلو مع ذلك عليهم كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كان ذلك برهانا دالا على أنه تنزيل من حكيم حميد وقيل للذي لا يكتب ولا يقرأ أمي لأنه على حيلته التي ولدته أمه عليها والكتابه مكتسبه متعلمه وكذلك القراءه من الكتاب.
وروى عن عائشة ﵂ – أنها صلت بنسوة العصر فقامت وسطهن.
وعن أم سلمة ﵂ انها أمتهن فقامت وسطا.
قال أبو منصور: اردت أن تقف على الفرق بين وسط ووسط فما كان يبين جزءا من جزء فهو وسط وذلك مثل وسط الصف والحلقة من الناس والسبحه والقلادة يقال في هذا كله وسط وما كان مصمتا لا يبين جزءا من جزء فهو وسط مثل وسط الدار والراحة والبقعة وما اشبهها وقد اجازوا في الوسط التسكين ولم يجيزوا في وسط وسطا فافهمه.
قال الشافعي: "واذا سافر الرجل سفرا يكون ستة واربعون ميلا بالهاشمي"٢ قال أبو منصور: الميل ماتسع من الأرض حتى لا يكاد يلحق بصر الرجال أقصاها. ويثبت الاعلام في طريق مكة على مقدار مد البصر ووقوعه على رجل في اقصاه من ادناه ثم قيل لثلاثة اميال منها فرسخ.
وقوله: "بالهاشمي": أي بالميل الذي ميله بنو هاشم وقدروه واعلموا عليه. قال ابن شميل كل شيء دائم كثير لا يكاد ينقطع فهو فرسخ وقال حذيفة ما بينكم وبين أن يصب عليكم الشر فراسخ الا رجل في عنقه موته فلو قد مات صب عليكم الشر فراسخ أراد بالرجل الذي في عنقه موته عمر
_________
١- سورة العنكبوت الآية ٤٨.
٢- مختصر المزنى "١ / ١٢١".
1 / 77