قول الله ﷿: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ ١، فالبيت بيت الله الحرام جعله الله مثابة للناس لانهم يثوبون إلى زيارته حاجين ومعتمرين مرة بعد أخرى أي يعودون إليه.
ومثابة مفعلة من ثاب يثوب ولوقيل مثاب بغير هاء كان جائزًا. وانشد الشافعي ﵀ بيتا في هذا المعني:
مثابا لأفناء القبائل بعدما ... تخب إليه اليعملات الذوامل٢
لافناء القبائل: يعني لجماعتها والذوامل٢ يعني بها الضعاف يقال: ذمل٢ يذمل٢ ذمولا٢: إذا ضعف تخب: تسرع وقد يكون التثويب في غير الفجر وهو أن يقول المؤذن بين الاذانين: الصلاة رحمكم الله.
وقال عمر ﵁ – لمؤذنه: "اذا أذنت فترسل ثم ثوب أذانك"
_________
١- سورة البقرة الآية ١٢٥.
٢- البيت في المخطوط هكذا:
مثابا لا فنا القبائل بعدما ... تخب إليه اليعملات الذوابل
ففيه كما ترى بعض التحريف والحمد الله صوبتها.
والبيت نسب في "اللسان" "ثوب" لأبي طالب وهو خطأ.
فالصواب أن البيت لورقة بن نوفل كما أنشده الشافعي نفسه في "الأم" "٢/١٢٠"
والبيت لورقة ضمن أبيات طويلة في "البداية والنهاية" "٢ / ٢٩٧" وقبل البيت ولكن يقافية الحاء المهمله:
فمتبع دين الذي أسس البنا ... وكان له فضل على الناس راجح
وأسس بنيانا بمكه ثابتا ... تلألا بالظلام المصابح
مثابا.............. ... ...... اليعملات الطلائح.
والبيت في "تفسير الطبري" "١/٤٢٠ – بولاق" وتفسير القرطبي "٢/١٠٠" "وتفسير أبي حيان "١/٣٨٠".
وأفناء القبائل: أخلاطهم ونزاعهم من هنا وهناك وخبت الدابة تخب خبأ: وهو ضرب سريع من العدو واليعملات: جميع يعمله وهي الناقة السريعة المطبوعة على العمل اشتق اسمها من العمل والعمل الإسراع والعجلة والطلائح: جمع طليح ناقة طليح أسفار: جهدها السير وهزلها فهي ذاملة: ناقة ذمول وذاملة: وهي التي تسير سبرا لينا سريعا.
٣- في المخطوط: "الذوابل، ذبل يذبل ذبولا" وكل هذا تحريف.
1 / 55