Utopie : une très brève introduction
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Genres
كانت الكيبوتسات ناجحة - بوجه عام - حتى أجبر اجتماع العولمة، مع المشكلات التي طرأت على اقتصاد إسرائيل، الكثير منها على إدخال تعديلات كبيرة على اقتصاداتها الداخلية. تجاوزت أغلب الكيبوتسات أوقاتها العصيبة، لكن الكثير منها أيضا لم تعد كوميونية أو ميسورة الأحوال كما كانت في السابق.
يصف هنري نير، مؤرخ حركة الكيبوتسات، الكيبوتسات اليوم ب «ما بعد اليوتوبية»، دافعا بأن تأسيسها كان يوتوبيا بوضوح من منطلق أن مؤسسيها توقعوا أنها ستخلق حياة أفضل وجديدة بالكامل لأعضائها، لكن لأنه لم يحقق أي شعب أو أي نظام اجتماعي الآمال التي قام عليها تأسيسه، فعلى الناس التكيف مع واقع الحياة اليومية مع غيرهم وفقدان الرؤية الأصلية. وهي «ما بعد يوتوبية»؛ من منطلق أن كثيرا من أعضائها كيفوا رؤيتهم اليوتوبية مع الواقع، والبعض ببساطة غير حلمه، والبعض عده من الماضي، والبعض الآخر خلص إلى أن الموقف الحالي أفضل من البدائل، وأرجأ آخرون تحقيق اليوتوبيا إلى أجل غير مسمى بالمستقبل.
في أوج صعود حركة الكيبوتسات، اجتذبت دعما أخلاقيا وماليا كبيرا من حكومة إسرائيل، ورأت بعض البلاد الأخرى مزايا في تأييد المستوطنات الكوميونية. وفي الولايات المتحدة، إبان كساد ثلاثينيات القرن العشرين، أنشئ حوالي 100 مجتمع على سبيل الإغاثة وإعادة التوطين. وفي نيوزيلندا، في سبعينيات القرن العشرين، طبق برنامج لتأسيس مجتمعات عرفت باسم «الأوهو»، وهي كلمة باللغة الماورية تعني تحقيق شيء ما «عن طريق العمل والمساعدة الودية». وأنشئت بعض المجتمعات، لكن سرعان ما ضعفت بفعل البيروقراطية. (4) المجتمعات الديستوبية
كانت الكوميونات الصينية التي تأسست في عهد ماو تسي تونج (1893-1976) نسخة سلطوية من الكوميونية. ويظهر لنا أنها يمكن أن تكون ديستوبية من منطلق أن حياة الكثيرين من أهلها الذين فرض عليهم الانضمام إليها كانت أسوأ بوضوح مما كانت عليه من قبل، كما تشير حوادث الانتحار الجماعي في جونزتاون ومعبد الشمس إلى أن الانضمام إلى مجتمع له قائد قوي وصاحب شخصية كاريزمية على نحو استثنائي، يمكن أن يجعل الناس يقدمون على فعل أشياء ربما لن يقوموا بها في أي حال آخر، بما في ذلك قتل أنفسهم. وفي حين أن كثيرا من التهم التي وجهت إلى المجتمعات المقصودة اتضح أنها كاذبة، ثمة ما يكفي من الأمثلة على إساءة المعاملة تقتضي التسليم بالجانب الديستوبي من الكوميونية. (5) مجتمعات حقبة «الستينيات»
أفرزت حقبة الستينيات زيادة عظيمة في المجتمعات المقصودة عبر العالم، ضمت آلافا من المجموعات الحضرية التي لم يكتب لأغلبها البقاء طويلا، والتي عرفت نفسها على أنها كوميونات، والمئات من المجموعات الريفية التي تأسست على رؤى يوتوبية مختلفة. أنشئت هذه المجتمعات في أوروبا وأمريكا الشمالية. وبسبب فكرة الصحافة عن تلك المجتمعات، والمتمثلة في أن بها حرية جنسية، أو أنه لا توجد أي قيود على العلاقات الجنسية بها (كان بعضها كذلك، في حين لم يكن البعض الآخر كذلك)، فقد انبهرت بكوميونات الهيبيز؛ مثل: «دروب سيتي» الريفي، و«هوج فارم»، و«كريستا» في منطقة هيت أشبري، سان فرانسيسكو. كانت بعض الكوميونات الحضرية «منازل آمنة» للنشطاء المناهضين للحرب الذين حاولوا تجنب اعتقالهم؛ وأدى هذا بالصحافة إلى إدانة جميع المجتمعات؛ لأنها تؤوي راديكاليين خطرين. في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية، كانت الغالبية العظمى من تلك المجتمعات تحاول فحسب تطبيق ما يراه أعضاؤها أسلوب حياة أفضل، وأقل مادية، وأكثر حرية. واستمرار وجود عدد كبير منها لأكثر من أربعين عاما يشير إلى أن بعض الناس وجدوا ما كانوا يبحثون عنه .
شكل 2-4: كان «دروب سيتي» مجتمعا مقصودا تأسس في جنوب كولورادو في منتصف ستينيات القرن العشرين، ورغم أن من أسسه في الأصل طلاب الفنون من جامعتي كولورادو وكانساس، فقد أصبح أيقونة لكوميونية الهيبيز. وهو يشتهر بتصميمه المعماري المقبب.
كذلك، انجذب في فترة الستينيات كثيرون إلى الأديان الشرقية، لا سيما البوذية والهندوسية؛ نتيجة لذلك، بدأ الرهبان البوذيون في الانتقال إلى البلدان الغربية بهدف التبشير وإنشاء الأديرة، كما قدم مدرسون ومعلمون روحيون من الهندوس إلى أوروبا وأمريكا الشمالية وأسسوا أشراما.
لكن المجتمعات التي كانت الأقرب شبها بالمجتمعات المبكرة لم تقم على الأديان الشرقية، بل على رؤية جديدة، مثل المجتمعات التي ألهمتها الرواية اليوتوبية لعالم النفس السلوكي بي إف سكينر «والدن تو». وأشهر هذه المجتمعات «توين أوكس» في فيرجينيا ترك منذ أمد بعيد نموذج سكينر، لكن المجتمع الآخر الذي استمر حتى الآن من مجتمعات سكينر الأصلية «لوس هوركونز» في المكسيك لا يزال يحمل مظاهر من الرؤية الأصلية التي تستخدم مؤسسات المجتمع لتعديل السلوك وتحسينه. «توين أوكس» عضو باتحاد المجتمعات المساواتية، وهو مجموعة صغيرة من المجتمعات التي تحاول أن تستوفي سبعة معايير. وهذه المعايير أهداف تطمح المجتمعات إلى تحقيقها ولم تحققها بعد، لكنها تعبر بوضوح عن رؤية يوتوبية. ويقوم كل مجتمع من مجتمعات الاتحاد بما يلي: (1)
مشاركة الأرض والعمل والدخل وغيره من الموارد بين الجميع. (2)
تحمل المسئولية فيما يتعلق بحاجات أعضائه، وتلقي نواتج عمله وتوزيعها هي وجميع الموارد الأخرى بالتساوي حسب الحاجة. (3)
Page inconnue