164

قال في براءة وطنية: أنت يا جناب السردار في هذا الملك الطويل العريض، ما لقيت لك زوجة غير هذه المرأة الشينة التي نراها معك كل عام.

فلم يتمالك ونجت نفسه أن أغرب ضاحكا، واسترسل في الضحك حتى عجبت اللادي ونجت، واشتد بها الفضول إلى سر هذه النكتة التي تجود بها قريحة شيخ من شيوخ البداوة، وسألت قرينها عن سر ضحكه مع تقاليد «التوقر» الذي تفرضه عليه الرئاسة أو «الإمارة» في قصر «الدولة»!

وكانت في ونجت شيطنة دعابية، فلم يكتم عنها الخبر، وكانت السيدة كزوجها في هذه الخليقة، فضحكت معه وجعلت كلما لقيت ذلك الشيخ في وليمة من الولائم الرسمية، تطلب من المترجم أن يسأله: أما وجدت لجناب السردار زوجة أجمل من هذه المرأة الشينة؟ فيومئ الرجل إلى جناب السردار كأنه يتشفع به وهو يقول: الله يجازيك يا باشا! لا تكتم السر وأنت أبو «المخابرات».

بين الإحراق والتحنيط1

حضارة البراهمة تنكر الجسد وتوحي بإحراقه بعد الموت؛ لأنه مصدر الشهوات والأباطيل والشرور.

وحضارة الفراعنة تحتفظ بالجسد؛ لأنه بيت الروح الذي تعود إليه بعد طول الغياب، يوم القيامة.

وبين هؤلاء وهؤلاء أمم يتركون الجسد للأرض، كأنهم يقولون إنه تراب وإلى التراب يعود.

وصاحبنا أغاخان قد نشأ في الهند وعاش آباؤه في إيران، ويقول مذهبه إنه ينتمي إلى الرسول بالجسد أو بالروح، ويعيش هو حيث شاء في جميع القارات.

وهو لذلك حائر بجسده ماذا يصنع به بعد عمر طويل.

إنه يحرص عليه ولا يريد أن يحرق كما يفعل البراهمة، ولكنه لا يريد أن يحفظه بالتحنيط كما تحفظ الموميات.

Page inconnue