Le jour où le leader a été assassiné
يوم قتل الزعيم
Genres
وتحملنا الوقت على ثقله حتى صحت النكتة وبدأت التلاوة. بهتنا أول الأمر. إنه اليقين. يا للذهول! حقا؟! انتهى الرجل؟ .. من كان يتصور؟ لماذا نؤمن أحيانا بأنه يوجد مستحيل. لماذا نتصور أنه توجد حقيقة في هذه الدنيا سوى الموت؟ الموت هو الموت، هو الدكتاتور الحقيقي. ويجيء البيان الرسمي كالجملة الختامية. ترى ماذا يقول الناس؟ أريد أن أسمع ما يقال حولنا في المقهى. وتحركت مرهف السمع. لا حول ولا قوة إلا بالله. هو وحده الدائم. البلد يواجه خطرا لا يستهان به. لا يستحق هذه النهاية مهما قيل عن أخطائه .. في يوم نصره؟ مؤامرة .. توجد مؤامرة محكمة ولا شك. في داهية .. الموت أنقذه من الجنون. على أي حال كان يجب أن يذهب. هذا جزاء من يتصور أن البلد جثة هامدة، بل هي مؤامرة خارجية. لا يستحق هذه النهاية. إنها نهاية محتومة. كان لعنة. من قتل يقتل ولو بعد حين. في لحظة انهارت إمبراطورية، إمبراطورية اللصوص. فيم تفكر العصابة الآن؟ عدت إلى مجلسي تمزقني انفعالات متضاربة من الأسى والخوف والسرور، وأفعمني ترحيب غامض باحتمالات مجهولة واعدة بتحطيم الجمود والروتين والانطلاق نحو آفاق غير محدودة. ليكن الغد ما يكون أسوأ من اليوم، حتى الفوضى خير من اليأس، ومقاتلة الأشباح خير من الخوف. هذه الضربة زلزلت عرشا واخترقت حصونا. ومع المساء همت على وجهي. أرهقني الكلام. ما أرغبني في المشي! على كل عابر أرى أثرا من الموت، وأجدني فجأة أمام فيلا جولستان، وأرى سيارة أنور علام واقفة تنتظر صاحبها. تتفجر في داخلي كل شهوة للجنس وكل نزوع للقتال.
رندة سليمان مبارك
يا للفظاعة. ألا توجد وسيلة إلا القتل؟ وما ذنب زوجته وبناته؟ لست من أنصاره، ولكنه لا يستحق هذه النهاية. إنه يعيدني إلى المشكلات العامة بعد طول انغماس في مشكلاتي الخاصة . القتل كريه، والله لا يحبه. أمي بكت كإنسان لم تغيره السياسة. وجمت حجرة المعيشة أكثر من وجومها المألوف في تلك الأيام. وسألت أبي عن رأيه فقال: هيهات أن يرد رأي الحياة لميت.
ورنا إلي مليا بعينيه الذابلتين ثم واصل: البلد مريض بالتعصب يا رندة، أين أيام «لماذا أنا ملحد؟» يريدون أن يرجعونا أربعة عشر قرنا إلى الوراء.
وصمت قليلا ثم قال: أنا عارف أنك لا توافقين على رأيي كله، فافعلوا بزمانكم وليفعل بكم ما يشاء، ولكننا متفقان على رفض القتل.
إنه الخط الأدنى الذي نقف عليه معا. ترى أين أنت يا علوان؟ إنك لا تحبه، فهل سررت بنهايته؟ وعلى غير توقع اقتحم علوان شقتنا بعد طول انقطاع، وبجرأة دلت على قوة دوافعه، وسرعان ما انفردنا بأنفسنا في الصالة على كرسيين متجاورين حول السفرة. وسألته: أين كنت وقتها؟
فقال باضطراب أفزعني: دعينا من ذلك فما من جديد يقال. رندة، أصغي إلي جيدا. - ماذا عندك؟ - وجدتني مساء اليوم أمام فيلا جولستان وسيارة أنور علام المنتظرة، ودون دعوة ولا تدبير سابق اندفعت إلى الداخل، وكان هو أول من رأيت، فهتف مرحبا: «أهلا.» رب صدفة خير من ميعاد، وإذا بي أصيح مفقود الرشد: «يا قذر!» ولكمته في صدره بقوة فترنح وهوى إلى الأرض. وهنا نبهتني صرخة جولستان إلى وجودها، قالت لي بحزم: «كف عن همجيتك.» وساعدته على القيام وهو يلهث، فمضت به إلى حجرة نومها. تسمرت في موقفي غائب الوعي تقريبا، وغابت هي ربع ساعة ثم رجعت شاحبة اللون ذاهلة النظرة، وغمغمت: ماذا فعلت يا مجنون؟ لقد قتلته!
حملقت في وجهها دون أن أنبس. اغرورقت عيناها وتمتمت: ماذا فعلت يا مجنون؟! .. لماذا قتلته؟
وانحطت إعياء على مقعد مسندة رأسها إلى راحتها، على حين مضيت أسترد وعيي وأدرك أبعاد فعلي. وأخيرا قلت: استدعي الشرطة، إنه قدري.
لم تند عنها حركة، ورغبت بكل قوتي في التخلص من الموقف، فقلت: سأذهب بنفسي إلى الشرطة.
Page inconnue