Le jour où le diable est mort
يوم مات الشيطان
Genres
تقدم نحوهن أكثر، وهو يهتف بصوت مرتفع .. لكنهن لم يلتفتن نحوه، وهن يعتنين بأشجار الفاكهة. تراخت يداه ذهولا عن منطقته الحساسة. عرف أن جسده لا يراه الغير، وليس له صوت! هكذا وجد نفسه روحا دون جسد لا يراه سوى نفسه.
2
حزن مروان على حاله، وهو يرى نفسه في الجنة روحا دون جسد. حدث نفسه: «ما الفائدة من الجنة يا مروان، وأنت فيها روح دون جسد؟» وراح يندب حظه، إنه عذاب من نوع آخر.
تتبع النسوة وهن يقمن بالعناية بخلايا النحل وأشجار الفاكهة، يضحكن بدلال فيما بينهن. جلس إلى جوار شجرة عطرية عالية، وجدها تشبه شجيرة الريحان الصغيرة التي على سطح منزله. وضع يده على خده بحزن، وهو يشاهد الحسن الراجل أمامه. يتساءل: «هل سأبقى روحا هائمة؟ ولماذا الجنة لا تبدو كما وصفت لي في الدنيا؟ ترى، هل يمكن أن أكون في الأعراف؟
1
حين أدخل الجنة ستحل الروح في جسدي؟!» أسئلة كثيرة عصفت به. ثم نظر نحو السماء وهتف: «أين أنا يا رب؟!»
جلست النساء يسترحن؛ فإذ به يشاهد ما يؤكد له أنه في الجنة وليس في الأعراف؛ شاهد أكوابا من العصير توضع أمام كل فتاة، وفاكهة لم ير مثلها في حياته، ولم ير ثمة أحدا يقدم ذلك. لم يستطع أن يسيطر على نفسه، وهو يشاهد الحسناوات أمامه، فاقترب منهن والتصق بإحداهن فلم تشعر به، وهو كذلك لم يشعر بإحساس اللمس! ابتعد عنهن، ثم صاح بأعلى صوته، وهو يقلب وجهه في السماء: «لماذا أرسلتني يا رب إلى الجنة روحا دون جسد؟!»
مشى أمامهن بتوتر ذهابا وإيابا، يتفرج على حسنهن الخلاب، وهن يقمن بعملهن بهمة ونشاط. قبل غروب الشمس سمع أصغر الفتيات تقول: «لقد أكملنا عملنا اليوم.» وإذ بمركبة دائرية غريبة تهبط أمامهن فجأة، كأنها تكثفت من الهواء. ركبن جميعا، وانطلقت تلك المركبة بسرعة محلقة في الجو، وهو يتساءل في ذهول: «هل توجد صحون طائرة في الجنة؟!»
أزف المغيب، واستلقى على ظهره تحت الشجرة التي وجد نفسه أول مرة تحتها، وهو في حيرة من أمره في أي عالم هو؟! هل هو لا يزال على الأرض؟! أم في السماء؟! أم في عالم الجن الموازي لعالمنا؟! ولماذا هو روح دون جسد؟! تذكر بحزن الانفجار الرهيب بالقرب من منزله، وانتقل بعده إلى العالم الذي فيه هو الآن. يتساءل: «هل انفجر مخزن أسلحة تحت الجبل ودمر المنازل حوله؟! وما هو مصير أهله؟!» تخيل السكان والعابرين بين الأنقاض، وصراخ الجرحى وعويل النسوة، وأناسا نجت من الهلاك، يكسوهم الغبار كأنهم قاموا من الأجداث لا تكاد تعرف. وأخذ يلعن صناع الدمار، تجار الموت، وكراسي الحكم المخضبة بالدماء. كانت معركة دخول الحوثيين صنعاء شرسة جدا.
بينما كان مروان في عالمه الفردوسي، كانت زوجته حميدة في تلك اللحظة أمام حمام منزلهم تصرخ: «أبوكم مات يا أولادي!» أسرع الأولاد: عمر، سليم، سالم، نبيل، وابنتها فاطمة، وتحلقوا حوله وهم لا يزالون في حالة ذهول من هول الانفجار. أما على ومعاوية؛ فقد كانا يعملان في السوبر ماركت، وكان نادر وسامي - أولاد فاطمة - لا يزالان منبطحين أرضا إثر الهزة القوية التي ضربت المنطقة.
Page inconnue