واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ... إلخ الآيات.
كما وردت أحاديث صحيحة كثيرة لبيان بعض أخلاقه
صلى الله عليه وسلم
وربما كانت سيرته في المدينة - التي تعرض لها القرآن والأحاديث - أوضح من سيرته في مكة، ومع ذلك فلم يبدأ في تدوين سيرته إلا في أوائل القرن الثاني الهجرى حين كتب محمد بن إسحاق تاريخه، واختصره ابن هشام في سيرته. والمتتبع للسير في العصور المختلفة يتجلى له أنها عظمت وكبرت على مرور الزمان، حتى كأنها هرم مقلوب، وكل متأخر يجتهد في زيادة الأوصاف والأحداث عن المتقدم.
ومع أن القرآن ينص على أنه ليس إلا بشرا كسائر الناس؛ فقد وصفوه بصفات الأنبياء الذين جاءوا قبله حتى ما جاء في الكتب غير الوثيقة، كأنه عز عليهم أن ينسب إلى أحد غيره من المعجزات ما لا ينسب إليه
صلى الله عليه وسلم . •••
مات رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من غير أن يوصي بالخلافة لأحد من بعده ... فقال قوم: إن أحق الناس بالخلافة أبو بكر؛ لأن رسول الله رضيه لأمر الدين بإمامة المسلمين في الصلاة؛ فليرضوه هم في أمر الدنيا، أعني الخلافة. وقال قوم: أحق الناس بالخلافة أهل بيته؛ عبد الله بن عباس، أو علي بن أبى طالب ... ومن جهة أخرى قال قوم: إن أحق الناس بها هم المهاجرون الأولون من قريش، وقال آخرون: إن أحق الناس بها هم الأنصار ...
كان مجال الخلاف الأول في بيت النبي
Page inconnue