فقال لها: اسمعي يا أسما، إن كان القاتل قد قتلني بسببك فلقد وديتني بزيارتك هذه، قبليني قبل موتي ثم اذهبي لمنزلك لئلا يغضب عليك والدك، واذكريني واشهدي أنني مت شهيد حبك الطاهر واشكري هذا الفتى على اعتنائه بأمري.
فأجابته: إن هذا الفتى شقيقك وليس غريبا، وقد أتى مع والدي من مصر للبحث عنك، فأكرم وفادته وأحسن إليه، ولكن، ولكن ...
وسكتت من شدة البكاء. - إن يكن والدك أحسن إليه فهو بريء من ذنبي؛ لأنه أحسن إلى من أحسن إلي، فالوداع يا أسما، الوداع يا شقيقي، بلغ تحيتي لوالدي إن كان حيا.
بماذا أجاوب؟ وبماذا أرد؟ لم يمكن الكلام، وخرست عن النطق، وغاب رشدي حين أغمض عينيه وفارق الحياة.
من بعده يا دهر فافعل ما تشا
عيشى وموتى بعده سيان
الفصل العاشر
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وكل الذي دون الممات قليل
وإن افتقادي واحدا بعد واحد
Page inconnue