وقد يكون أن الشياطين، وهي العناصر القلقة في حياتنا، تخرجهم منا ملائكة السلامة والطمأنينة.
ويقولون إنه أعاد الموتى إلى الحياة، فإذا كنت تقدر أن تخبرني ما هو الموت فأنا حينئذ أخبرك ما هي الحياة.
نظرت مرة في أحد الحقول بلوطة هادئة لا قيمة لها ولا شأن، وعدت في الربيع فرأيت تلك البلوطة تمد جذورها في الأرض وتنهض لتصير سنديانة جبارة أمام وجه الشمس.
أنت ولا شك تحسب هذا أعجوبة، ولكن هذه الأعجوبة تصنع ألف ألف مرة في غفلة كل خريف وشوق كل ربيع.
فماذا يمنع حصولها في قلب الإنسان؟ أفلا تقدر الفصول أن تجتمع في يد إنسان ممسوح أو على شفتيه؟
فإذا كان إلهنا قد منح الأرض أن تحتضن البذور في حين أن البذور ميتة بحسب الظاهر، فلماذا لا يمنح قلب الإنسان أن ينفخ نسمة الحياة في قلب آخر، وإن كان هذا القلب ميتا بحسب الظاهر؟
قد تكلمت عن هذه العجائب التي لا أعيرها سوى القليل من الانتباه تجاه الأعجوبة الكبرى، التي هي الرجل نفسه، العابر السبيل، الرجل الذي حول نفاية الصدأ في إلى ذهب وهاج، وعلمني كيف أحب الذين يبغضونني. وبعمله هذا حمل إلي التعزية الكاملة وكلل نومي بالأحلام اللذيذة.
هذه هي الأعجوبة في حياتي.
كانت نفسي عمياء، وكانت نفسي عوجاء، وكان في أعماقي كثير من الأرواح القلقة، وكنت ميتا.
أما اليوم فأنا أرى بوضوح، وأمشي مستقيما، وقد عاودتني سلامتي وأنا أعيش لأشهد وأعلن عجائب كياني في كل ساعة من النهار.
Page inconnue