Que tombe Sibawayh
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Genres
وكان واصل بن عطاء أحد مؤسسي فكر المعتزلة يلثغ في حرف الراء، فكان يتفاداه بقدر الإمكان في خطبه وكلامه، وله خطبة كاملة في التحريض على بشار بن برد لا يرد فيها حرف الراء على الإطلاق، وهي تعد في أدبيات العرب فتحا كبيرا، يفوق الاختراعات التي أحدثها كثير من المسلمين في تاريخهم المجيد في مجال العلم والمعرفة. والأمثلة على المكانة المحورية التي لعبتها اللغة في حياة العرب لا تعد ولا تحصى. •••
وبالتوازي مع اضمحلال الازدهار الثقافي للدولة الإسلامي كان العرب يضيعون وقتا أكبر في المحسنات البديعية وتزويق اللغة، بدلا من البحث في المعاني والأفكار الجديدة. وكان الاهتمام بظاهر اللغة من مؤشرات تخلف الحضارة العربية الإسلامية.
ونظرا للأهمية القصوى التي كان يوليها العرب للبلاغة، فقد كان من المنطقي أن تكون المعجزة الوحيدة الثابتة التي أتى بها سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم
تأييدا لدعوته هي القرآن؛ فقد هبط كتاب الله بلغة لم يعهدها العرب وفوجئوا بها تماما فسحرت ألبابهم وعاونت الرسول
صلى الله عليه وسلم
على كسب المؤيدين والمريدين، فلكل أمة وسيلة إقناع تنبع من عاداتها وقناعاتها وخيالها الجماعي.
فالمعجزات التي أتى بها سيدنا عيسى كانت تناسب سكان فلسطين الفقراء الذين كانت ترعبهم فكرة الموت والفناء، فجاء المسيح بمعجزات تلهب مشاعر أهل زمانه ومكانه، فكان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، كما جعل مجموعة ضخمة من مريديه يأكلون ويشبعون بسمكة واحدة وقطعة خبز واحدة، يكفيان شخصا واحدا بالكاد.
أما عرب الجزيرة وخاصة أهل مكة فقد كان يسحرهم البيان وحسن تنميق الكلمات. وكان نجوم هذه المجتمعات هم الشعراء والرواة الذين كانوا يتفننون في اختيار المفردات والمعاني ليخلبوا عقول سكان الجزيرة، وكانت اللغة هي أداتهم التي طوعوها للوصول إلى أغراضهم فصارت ركنا أصيلا في حياة المجتمع البدوي والحضري في زمن الدعوة.
لذلك فعندما تقرأ الإنجيل تستشعر أن الناس في عهد المسيح كانوا يؤمنون بالدين الجديد الذي كان يبشر به بفضل المعجزات التي كان يأتي بها عيسى، وكانت المعجزات من أهم أدوات نشر الديانة المسيحية بعد وفاة المسيح. أما عند ظهور الإسلام فقد كانت تلاوة الآيات حسب ما نعلم من كتب السيرة هي التي تفتح للناس طاقة الإيمان وتشرح قلوبهم للدين.
Page inconnue