أحدهما: يوصل إلى القطع، فمثل النظر في المسائل التي يكون دليلها قطعيا من كتاب أو سنة متواترة، أو إجماع منقول بالتواتر، وقياسي قطعي.
وأما ما يوصل إلى الظن فهو النظر بالأمارات مثل النظر في الخبر الأحادي، أو إجماع منقول بالتواتر، أو قياس قطعي.
وأما ما يوصل إلى الظن فهو النظر بالأمارات مثل النظر في الخبر الأحادي، أو إجماع منقول بالإيحاد، أو أو إجتهاد فهذا هو الكلام في الموضع الرابع، وتمامه ، ثم الكلام في النظر.
وأما أسماء نظر الفكر فهو نظر تأمل، وفكر، وتدبر، وتجب، وروية.
وأما المؤدي معناه الموصل يقال أديني الطريق إلى المسجد أي أوصلني إليه، ومعنا كون النظر مؤديا إلى المعرفة أنه يوصل إليها.
وذكر الشيخ: المؤدي لما كان النظر لفظة مشتركة بين معان فقرنه بهذه القرينة اللفظية لتميز نظر الفكر على سائر الأنظار بها؛ لأنه لا يودي إلى معرفة الله تعالى شيء من معاني النظر سوا الفكر.
وأما المعرفة فالكلام فيها يقع في موضعين:
أحدهما: في حقيقة المعرفة، وأسمائها، وما يتصل بها من معنى المناقضة، وقسمتها، وحقائق أقسامها، وشروطها.
والثاني: في قسمة المعارف، وحقائق أقسامها، وأمثلتها، وحصرها.
وأما الموضع الأول وهو في حقيقة المعرفة، وأسمائها فحقيقة المعرفة هو الإعتقاد الذي يكون معتقده، أو ما يجري مجرى معتقده على ما يتناوله مع سكون النفس إليه.
وقال ابن الملاحمي: هو ظهور أمر للحي ظهورا من نفسه يمتنع معه نحو تجويز خلافيه، وإن شئت قلت ما قاله الشيخ هو المعنى الذي يقتضي سكون النفس.
قلنا: المعنى جنس الحد يدخل فيه جميع المعاني من اعتقاد أو غيره، وقلنا الذي يقتضي بسكون النفس لأن السكون على ضربين: حقيقة، ومجاز.
فالحقيقة: هو السكون الذي يضاد الحركة.
Page 72