227

Yaqutat Ghiyasa

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Genres

والجائزة لا تخلو إما أن تفتقر إلى مؤثر على سبيل الصحة والاختيار أم لا، إن كانت فهي التي بالفاعل، وإن لم تكن فهي المعنوية.

وأما الأصل الثالث: وهو في قسمة صفاته على سبيل الخصوص، وما يستحق من الصفات، وما لا يستحق، وصفات الباري تعالى تنقسم إلى قسمين: واجبة، وجائزة.

والواجبة تنقسم إلى قسمين: ذاتية، ومقتضاة.

والمقتضاة تنقسم إلى قسمين: منها ما يجب حصوله في ما لا يزال لا بعد استحالة وهي المقتضاة عن صفته لذاته، نحو كونه قادرا، وعالما، وموجودا.

ومنها: ما يجب حصوله في ما لا يزال بعد استحالة وهي المقتضاة عن المقتضاة، وذلك كونه مدركا فإنه لا يكون مدركا إلا عند وجود المدرك، فلو كان مدركا فيما لم يزل للزم قدم العالم.

والجائزة: هي المعنوية، والله تعالى يستحق من هذه الصفات ثلاث: ذاتية، ومقتضاة، ومعنوية.

فالذاتية هي الصفة الأخص.

والمقتضاة هي كونه مريدا، ومكرها، هذا على قول أبي هاشم.

وأما أبو علي فإنه يقول: الذاتية كونه قادرا وعالما، وحيا وموجودا.

والمقتضاة كونه مدركا، والجسم يستحق أربع: الذاتية، وهي الجوهرية، والمقتضاة، وهي على ضربين: مقتضاة عن المعنوية، وهي كونه مدركا، ومقتضاة عن الذاتية وهي التحيز.

والمعنوية وهي على ضربين:

أحدهما: ما يرجع إلى الأخرى، وهي كونه كائنا.

والثاني: يرجع إلى الجملة، نحو كونه قادرا، وعالما، وغيرهما، والتي بالفتعل وهي الوجود والعرض يستحق منها ثلاث: ذاتية، ومقتضاة، وبالفاعل، والذاتية التي بها تماثل مماثلة، وتخالف مخالفة، والمقتضاة التي لأجلها يوجب ما توجبه، ويتعلق بمتعلقه، وتضاد ضده، والتي بالفاعل على صفة الوجود فقد حصل من هذا أن القديم يستحق من أجناس الصفات ثلاث: الذاتية، والمقتضاة، والمعنوية، ولا تستحق صفة الفاعل، والجوهر يستحق جميعها، وكلها ترجع إلى الأخرى، والانقاص فإن كان حيا جاز أن يستحق مع ذلك صفات راجعة إلى الجملة كما تقدم.

Page 231