Yaqutat Ghiyasa

Ibn Hanash d. 719 AH
107

Yaqutat Ghiyasa

ياقوتة الغياصة الجامعة لمعاني الخلاصة

Genres

أما الأصل الأول: وهو أنه لو صحت مشاهدته في حال من الأحوال لشاهدناه الآن، فلك في ذلك نحو تجويز أن أحدهما أن يقول أنه تعالى حاصلا على الصفة التي لو رأ لما رأى إلا بكونه عليها، والواحد منا حاصل على الصفة التي لو أراها لما رأى إلا لكونه عليها، والموانع مرتفعه فيجب أن نراه.

التجويز والثاني: أن نقول قد ثبت أن الحواس سليمة والموانع مرتفعة والمدرك موجود، وهذه الشرائط التي معها ترى المرئيات، وهذه الدلالة مبنية على أربعة أصول:

أحدها: أن الحواس سليمة.

والثاني: أن الموانع مرتفعة.

والثالث: أن المدرك موجود.

والرابع: أن هذه الشرائط التي معها ترى المرئيات.

وأما الأصل الأول: وهو أن الحواس سليمة، فنتكلم في حقيقة الحاسة، وقسمتها، وحقائق أقسامها، والدليل على أنها سليمة.

أما حقيقة الحاسة: فهي الآلة التي يدرك بها المدركات.

وأما تسميتها: فهي تنقسم إلى خمسة أقسام: حاسة السمع، وحاسة النظر، وحاسة الشم، وحاسة الذوق، وحاسة اللمس.

وأما حاسة السمع فهي: الآلة التي تدرك بها الأصوات، وحاسة النظر هي: الآله التي تدرك بها المرئيات، وحاسة الشم هي: الآلة التي يدرك بها الأرايح، وحاسة الذوق هي: الآلة التي تدرك بها المطعومات، وحاسة اللمس هي: الآلة التي تدرك بها الحرارة والبرودة في الأجسام.

واختلف العلماء في حاسة اللمس فمنهم من ذهب إلى أنها حاسة، ومنهم من ذهب إلى أنها ليست بحاسة لوجهين:

أحدهما: أن من حق الحاسة أن تكون متميزة عن سائر بدن الحي وحواسه، فيدرك بها ما لا يدرك بسائره كما في غيرها من الحواس، فإن حاسة البصر مميزة وتدرك بها المرئيات، ولا تدرك بغيرها، وكذلك حاسة الذوق [58ب] تدرك بها المطعومات دون غيرها من الحواس.

Page 108