396

فعلم أن الرجل قد نصحه، وأنه إن خالف الحق فضحه، فسرب أثقاله وأفياله، وخزائنه وأمواله، نحو جبال تناغي كواكب الجوزاء، وآجام تواري خد الأرض عن «11» عين السماء. وورى بوجه مقصده فلم يدر أين سار، وإلى «1» أي الأقطار طار. أمتطى الليل أم اقتعد النهار؟!

وكان غرض النصيح «2» المظلوم «3» في تهريبه وتغريبه إشفاقه من حبالة الاقتناص، فيسام من كلمة الإسلام «4» ما سيم أعمامه وأقاربه من «5» قبل حين اضطروا إلى الاستئمان والاستسلام. فلما أحاط السلطان بتلك القلعة وافتتحها، على حصانة قواعدها، ومناعة مراقيها ومصاعدها، وتوسع منها في ثراء «6» كثير، ومال على اختلاف أصنافه خطير، لم يهنه الموجود، وقد فاته الكافر المقصود، وضاقت به الأرض دون طلبه، وانتزاعه من يد مهربه، فاقتص أثره ركضا نحو خمسة عشر فرسخا بين منابت أشجار تصك «7» الوجوه فتدميها، ومساقط [226 أ] أحجار تصدم الحوافر فتحفيها. ولحق القوم ليلة الأحد لخمس بقين من شعبان وقت العتمة، وهم يطوون «8» مجاهل الأرض هبوطا وصعودا ولا طي التجار بحضرموت برودا.

Page 412