372

وخطب السلطان إليه «10» كريمة له على ولده الأمير الجليل أبي سعيد مسعود بن يمين الدولة وأمين الملة، فأحسن «1» الإجابة، واغتنم «2» القرابة. وتردد بينهما السفراء [212 أ] في ذلك مدة على جملة التهادي، ورص الحال باقتسام الأيادي، إلى أن حقت الحقيقة، وتمت العقدة الوثيقة. وأنهض السلطان من اختارهم من ثقات بابه لنقل اليتيمة «3» الكريمة، فجهزت وديعة تشاح عليها ملكان: هذا صدر الملك، وذاك «4» ملك الترك، يختص بها الشبل ابن الليث، والوبل ابن الغيث، والتيار ابن البحر، والصباح ابن الفجر، الأمير الجليل أبو سعيد مسعود «5» بن محمود «6». ونقلت إلى الحضرة ببلخ، وقد صحبها من فقهاء تلك الدولة وأعيان رجالها من عدوا أئمة المشرق، وأرباب المنطق، فأدوا أمانتي اليد واللسان، على ما ألحمت الحال بين الجنبتين، ورفضت الحشمة في ذات البين.

وأمر السلطان أهل بلخ قبيل «7» الوصول بعقد الآذين «8»، وتكلف التنجيد والتزيين؛ فبلغوا من ذلك مبلغا لم يستبق فيه من الوسع مذخور، ولا من الرسم «9» مذكور ومسطور.

ورأى السلطان بعد ذلك أن يرفع من قدره؛ فعقد له على هراة سرة ملكه ونواحيها، وسيره إليها بعد أن وصله بمال عظيم، يعده ذخيرة، ويوسعه تجملا وزينة. فنهض إليها رشيد السيرة، حميد السريرة، عادل الطريقة، فاضل الخليقة، [212 ب] خليقا بالملك على الحقيقة، وذلك في سنة ثمان وأربعمائة.

Page 388