325

وانضم «10» الشاران إلى الأمير سبكتكين في نصرة الأمير الرضا «11» نوح بن منصور «12»، فانتقما من أبي علي حين «13» ولى هزيما، وتعرى عما تولاه واقتناه حديثا وقديما، وأجفل «14» نحو جرجان لا يملك رأيا ولا عزيما. ولم تزل بعد ذلك حالهما على جملتهما في الأمنة والسكون، والجاه المصون، إلى أن ورث السلطان يمين الدولة وأمين الملة خراسان حكما لله في أرضه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين «1».

ولما أذعن ولاة الأطراف للطاعة، والتزام حكم التباعة، وإعطاء صفقة البيعة وفرع المنابر بإقامة الخطبة، وكلهم سمع وأطاع، وبذل في الخدمة والقربة المستطاع، أنهضت إلى الشارين في أخذهما بإقامة الخطبة له أسوة أمثالهما من ولاة الأطراف وضمناء الأعمال، فتلقياني بمفروض «2» الطاعة، والحرص على الاقتداء بالجماعة، وأمرا بالخطبة، فأقيمت باسم السلطان بكورة «3» الغرش في شهور سنة تسع وثمانين وثلثمائة.

وورد على الشارين كتب المنحازين إلى بخارى عن هزيمة [183 أ] مرو يذكرون أنهم على الاستعداد والتجرد للمعاد «4» فلينظراهم عن قريب، وليأخذا من الانتصار ودرك الثأر بنصيب، فبعث الشار أبو نصر بها إلي درج رقعة أفردني بها يسألني تأملها وإنفاذها بأعيانها «5» إلى السلطان ليقرر حاله في الموالاة، ومخالفة ذوي المناوأة «6» والمعاداة، فكتبت إليه في جواب رقعته:

«تأملتها- أطال الله بقاء الشار- فوجدتها تدل على خدود قد عمل فيها صيقل الوقاحة، كمجدل «7» يتوعد صاحبه بأن يضرب فكيه إن لم يكف عنه كفيه، وما نحن في هذا المعنى وفيما أولى الله مولانا السلطان من الحسنى إلا كما قال المتنبي:

Page 337