ثم أردف كتابه ذلك بأبي القاسم الرسول أحد وجوه بابه، وأصحبه مشافهة مشتملة على ذكر الحال التي يروم [74 ب] عمارتها في مودته، وأن الرضا تبرع له بالرعاية الوافرة، وبل الحال ببلال المصاهرة، ولكنه «1» يرى نظام ذلك وقوامه بما يوجبه من مواصلته وعمارة «2» حاله من ذات صدره. وسأله أن يثق بالإخلاص له من قلبه، والإسعاف بما تحت يدي ملكه وملكه «3»، وأن ينطوي له على مثل ما بذله من نفسه، لتستحصد المرائر، وتتأكد الأواصر، ويستمر التحالف والتآلف، ويرتفع التخالف والتجانف «4»، فأحسن الأمير سبكتكين إجابته إلى ما طلبه، وأنكحه من سره ما خطبه، وصفت الحال بينهما عن الشوائب، وانتفت عن وجوه المقادح والمعائب.
واستأمن أبو القاسم بن سيمجور إلى فخر الدولة عند اليأس من خراسان، فاستدناه إلى الدامغان وقومس وجرجان، وفرض له ولمن اشتملت جريدته عليهم من حاشيته ورجاله مالا يدر عليهم. وسنأتي على بقية ذكره في موضعه إن شاء الله «5».
وورد على الأمير سبكتكين مؤنس الخادم رسولا عن الرضا يستشيره فيمن يرشح للوزارة لخلو مكانها «6» بعد أبي نصر بن أبي زيد عمن يراعيها، ويستقل بأعباء الكفاية فيها، فوكل الاختيار إلى رأيه، وأظهر مظاهرة من كان من وزرائه، [75 أ] فاختير أبو المظفر محمد بن إبراهيم البرغشي «7» لها، وحبي بالخلعة والكرامة فيها، فكفل بالأمر كفالة الندب الحدب، وقام بالتدبير قيام المنقح المشذب، إلى أن اختطف الرضا أجله، وعثر «8» بحياته أمله.
Page 142