Le Judaïsme dans la croyance et l'histoire
اليهودية في العقيدة والتاريخ
Genres
أن يهوه كان منظورا إليه دوما على أنه إله بني إسرائيل القومي. (2)
وأنه كان إلههم الأعظم على غرار زيوس في اليونان وجوبتر في روما. (3)
وقد أعلى مكانه في أعينهم وجعله يزعم على سائر الآلهة المحليين، بوصفه الإله القومي، أن بني إسرائيل كانوا يقيمون في فلسطين على قلق، وكانوا جاليات متناثرة يحدق بها الأعداء، وكانت الحرب سجالا بين الفريقين. (4)
وكانت عبادة يهوه هي الرباط القومي الذي يوثق بين الأسباط المتناثرة المتنافرة، فهم يحملونه معهم في المعارك ليقاتل إلى جانبهم. وهذا التضامن بين الإله والقبيلة هو ظاهرة واضحة من ظواهر العبادة عند الساميين.
وقد ازداد بنو إسرائيل إدراكا لذلك بعد ما التأم شملهم على عهد داود وغدوا شعبا واحدا اتخذ من أورشليم عاصمة له. (5)
ويرجع الفضل في صيرورة يهوه إلها للجنس الإسرائيلي برمته
168
إلى ما قام به داود من إحضاره يهوه إلى أورشليم وما نهض به سليمان من بناء هيكل له، حتى إذا ما انقسمت المملكة إثر موت سليمان أصبح يهوه هو الإله الأعظم للمملكة الجنوبية «يهوذا» على الأقل. (6)
وقد انتفع يهوه بما هو مذكور من أمره في مبتدأ الوصايا العشر من أنه «إله غيور»؛ أي إنه لا يطيق أن يشركه في هيكله إله آخر، فإن ذلك جعل «داجون» إله الفلسطينيين يخر على وجهه بين يديه ولا يقوى على البقاء في حضرته: «وإذا بداجون ساقط على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب ورأس داجون ويداه مقطوعة على العتبة. بقي بدن السمكة فقط» ... (1 صموئيل 5: 4).
وهكذا فرض سدنة يهوه على الذين يتعبدون له أن ينصرفوا انصرافا تاما عن الآلهة الآخرين، وجعلوا ينظرون إلى أولئك الآلهة على أنهم أوثان، فغدا يهوه هو الإله الحي الواحد، على الأقل في أرض إسرائيل. (7)
Page inconnue