Le Judaïsme dans la croyance et l'histoire
اليهودية في العقيدة والتاريخ
Genres
دمشق وما برحت واحدة من منازه الدنيا المعدودة فهي جنة فيحاء يتفيأ ظلالها قرابة 700000 من النسم.
وكان أولئك الأنبياء أشد ما يكونون حقدا على مصر، فهم لا يفتئون يدعون عليها بالخراب والثبور
126
ويتوقعون لها - أو بالأحرى يتمنون لها - أن تذل وتصبح هدفا لشماتة الأعداء: «وأشتت المصريين بين الأمم وأذريهم في الأراضي، وأشدد ذراع ملك بابل وأجعل سيفي في يده. وأكسر ذراعي فرعون فيئن قدامه أنين الجراح» (حزقيال 30: 23-24). «ويأتي سيف على مصر ... من مجدل إلى أسوان يسقطون فيها بالسيف ... إني أبيد ثروة مصر بيد نبوخذراصر ملك بابل ... وأضرم نارا في مصر ... وأشتت المصريين بين الأمم وأذريهم في الأراضي» (حزقيال 30: 4-33).
وقد خاب فأل حزقيال في ذلك كله، فلم يتشتت المصريون بل كان الشتات مصير اليهود، وكذلك خاب فأل أشعيا حيث قال: «وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه. وتنشف المياه من البحر ويجف النهر وييبس. وتنتن الأنهار وتضعف وتجف سواقي مصر ... في ذلك اليوم تكون كالنساء فترتعد وترجف من هزة يد رب الجنود التي يهزها عليها وتكون أرض يهوذا رعبا لمصر» (أشعيا 19: 1-17).
لقد أفقد الحقد على مصر أولئك الأنبياء اتزانهم حتى طوعت لأشعيا نفسه أن ينضو عنه ثيابه ويمشي عاريا في الأسواق كاشفا عن سوأته يدعو إلهه أن يسلط أشور ذات البأس والجبروت على أهل مصر، فتلحق بهم هزيمة ماحقة، وتسوقهم إلى بلادها يرسفون في أغلال الأسر وهم عراة حفاة على النحو الذي يعرضه أشعيا على يهوه متخذا من نفسه وسيلة إيضاح: «في ذلك الوقت تكلم الرب عن يد أشعيا بن آموص قائلا: اذهب وحل المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك. ففعل هكذا ومشى معرى وحافيا
127
فقال الرب: كما مشى عبدي أشعيا معرى وحافيا ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش
128
هكذا يسوق ملك أشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة وحفاة مكشوفي الأستاه خزيا لمصر»
Page inconnue