Le Judaïsme dans la croyance et l'histoire
اليهودية في العقيدة والتاريخ
Genres
ويغنينا عن المزيد من الاستشهاد أن يهوه نفسه قال صريحا: «لا تدع ساحرة تعيش» (خروج 22: 18).
وهي الآية الكريمة التي أزهقت بمقتضاها حياة الألوف من البشر متهمين بجرائم لم يكن في طوقهم أن يقارفوها.
وقد ظل السحر عالي الشأن عميق الأثر حتى القرون الوسطى. وكان الأقدمون يؤمنون أن ممارسة السحر عمل اختصت به النساء دون الرجال أو أن الغلبة لهن في ممارسته؛ ولهذا كانت كثيرة المتهمين بممارسته من النساء، والنساء في نظر الإكليروس مفطورات على الشر.
32
والساحرة في صورتها المحدثة امرأة وثيقة الصلة بالشيطان لها مقدرة على إتيان الخوارق تحلق بين آن وآخر في الهواء فيما بين الجمعة والسبت من ليالي الأسبوع ممتطية مكنسة ذات عصا، فتؤم ندوات مختلفة تتنادى فيها الساحرات فوق قنن الجبال الشاهقة لتجديد البيعة للشيطان وإظهار الولاء له، وتخرج الساحرة إلى رحلتها هذه لا جهرة من باب البيت بل خفية من ثقب المفتاح أو من مدخنة المدفأة، ويرقد في فراشها في أثناء غيبتها شيطان من الشياطين الصغيرة الشأن متخذا زيها، ويحضر الندوة شيخ الشياطين في هيئة جدي ذي رأسين، فيمضين إليه يلثمنه، ويرقص لفيف منهن عاريات بين يديه، ثم يقبلن جميعا على الطعام والشراب على حين يجوس هو خلالهن متفحصا باحثا عن العلامة التي كان قد وسمهن بها.
وكان على من تقرف بممارسة السحر أن تعترف بجريرتها، فإن لم تفعل طوعا أجبرت على ذلك كرها، فإذا تجنت على نفسها استنجاء من سوء العذاب لم يكف الزبانية عن تعذيبها؛ إذ إن الاعتراف المطلوب منها لا يصح أن يقتصر على ما يتصل بشخصها بل يجب أن يتناول كذلك كل من تعرف (المتهمة) أنهن حلائف الشيطان؛ ومن ثم كانوا يستأنفون تعذيبها ولا يمسكون عن إذاقتها أنكى ضروب التعذيب حتى تدلي بأسماء من شهدت في ندوة السواحر من أهل القرية (أو الحي) أو بصفاتهن، فيشد عليهن وتستنطق كل منهن بالطريقة عينها، فتعترف على نفسها ثم تدلي بما يعن لها من أسماء ... وهلم جرا. وكان يقال للزوج وهو يعلم أن زوجته لم تفارق فراشه، إن ضجيعته في تلك لم تكن حليلته حقا بل كانت شيطانا يتزيا بزيها. وكان المألوف أن يخنقوا الساحرات بأيديهم فيمتن دون أن تهرق دماؤهن، ثم يحرقوا جثثهن فينبعث منها قتار
33
كذلك الذي ينبعث من محرقات اليهود.
وقد عبد الساحر الطريق أمام الحبر
34
Page inconnue