وقال الأكثرون: بل بعض لياليه أرجى من بعض، ثم قالوا: أوتاره أرجى في الجملة. ولم يرد نصٌّ صريحٌ عن النبي ﷺ: أنها في ليلة معينة.
والحكمة في ذلك- والله أعلم- ليجتهد المؤمن في هذه الليالي الشريفة، كل ليلة يقول: هذه ليلة القدر، واجتهاده في هذه الليالي العشر، واعتكافه فيها لأجل هذه الليلة: يدلُّ على ذلك، والله أعلم.
فَصْلٌ في أرْجَى ليلة لها
وأرجاها ليلةُ سبعٍ وعشرين، لما روى مسلم عن أبيّ بن كعب ﵁، قال: «والله إني أعلم أيَّ ليلةٍ هي، هي الليلة التي أمرنا رسولُ الله ﷺ بقيامها؛ وهي ليلة سبع وعشرين» .
وفي لفظ: «كان يحلف على ذلك، ويقولُ: بالآيةِ والعلامةِ التي أخبرنا بها رسول الله ﷺ، أن الشمس تطلُع صبيحتها لا شُعاع لها» .
وخرجه أيضًا بلفظ آخر عن أبيٍّ، قال: «والله إني لأعلمُ أيَّ ليلةٍ هي؟ هي الليلةُ التي أمرنا رسول الله ﷺ بقيامها، هي ليلة سبعٍ وعشرين» .
وروى أحمد عن ابن عباس ﵄: أن رجلًا
قال: يا رسول الله: إني شيخٌ كبيرٌ عليلٌ يشقُّ عليَّ القيامُ،
1 / 66