[28]
تدخل حوانيت حمص لما الله أعلم به، فاشتراها دينار بن دينار - يعني كاتب عبد الملك ومولاه - من فيء المسلمين، فأهداها لأبيك، فحملت بك، فبئس المحمول! وبئس الجنين! والله لهممت أن أبيعك وأجعل ثمنك في بيت مال المسلمين، فإن لكل مسلم فيك حقا.
وذكر ابن أبي الزناد عن أبيه:
أنه كان يكتب لعمر بن عبد العزيز، وأنه كان يكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب في المظالم فيراجعه، وكان عبد الحميد عامله على الكوفة. قال: فأملى عليه يوما كتابا إليه، قال فيه: إنه يخيل إلي أني لو كتبت إليك أن تعطي رجلا شاة، لكتبت إلي: أضأن أم ماعز؟ فإن كتبت إليك بإحداهما، كتبت إلى: أصغير أم كبير؟ فإن كتبت إليك بإحداهما، كتبت إل: أذكر أم أنثى؟ فإذا أتاك كتابي هذا في مظلمة، فاعمل به ولا تراجعني، والسلام.
وسأل عمر بن عبد العزيز عن يزيد بن أبي مسلم، كاتب الحجاج، فقيل له: إنه غزا الصائفة، فأمر بالكتاب إليه برده، وقال: لا أستنصر بجيش هو فيهم، فرده من الدرب.
أيام يزيد بن عبد الملك
وكان يكتب ليزيد قبل الخلافة رجل، يقال له: يزيد بن عبد الله. ثم استكتب أسامة بن زيد السليحي. وأعاد يزيد بن عبد الملك سليمان ابن سعد إلى الدواوين، وكان عفيفا بصناعته، وكان عمر بن عبد العزيز صرفه عن ديوان الخراج.
Page 45