[11]
يوم الاثنين. لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، ستة أربع من حين نبئ، أمر بالتاريخ، والأول أثبت وأصح.
وكان أبو الزناد، عبد الله بن ذكوان، يكتب ليحيى بن الحكم بن أبى العاص،
وهو والي المدينة، فغلا السعر بالمدينة، فقال بعض ظرفائهم:
ألم يحزنك أن السعر غال ... لقول أبى الزناد أيا غلام
فلو عاش الأنام بلا كلام ... لقلنا بعدها حرم الكلام
أيام عثمان
رضي الله عنه
وكان يكتب لعثمان بن عفان، مروان بن الحكم. وكان عبد الملك بن مروان يكتب له على ديوان المدينة، وأبو جبيرة الأنصاري على ديوان الكوفة. وكان عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث، أحد كتاب النبي، يتقلد له يبت المال. وكان أبو غطفان بن عوف بن سعد بن دينار، من بني دهمان، من قيس عيلان، يكتب له أيضا. وكان يكتب له أهيب مولاه، وحمران بن أبان مولاه.
ولما قصد المصريون في الدفعة الأولى عثمان بن عفان وجه إليهم بجابر بن عبد الله، حتى ردهم.
وروى عن جابر إنه قال: إن المصريين لما صاروا بأيلة راجعين عن عثمان، مر بهم راكب أنكروا شأنه، فأخذوه، فإذا هو غلام لعثمان على جمل له معروف، وكان عثمان يحج عليه، ففتشوه فوجدوا معه قصبة من رصاص، فيها صحيفة عليها خاتم عثمان، ففتحوا الصحيفة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى عبد الله بن سعد، عامله على مصر، فيه: إذا قدم عليك فلان وفلان وفلان، فاضرب أعناقهم، وفلان وفلان وفلان فاقطع أيديهم وأرجلهم، فسمى الذين كانوا ساروا إلى عثمان، وانصرفوا عنه من أهل مصر.
فكروا راجعين حين وقفوا على ذلك، فأقرءوا الكتاب أصحاب رسول الله. فعاتب قوم عثمان على ذلك، فقال: أما الخط فخط كاتبي، وأما الخاتم فخاتمي، ولا والله ما أمرت بذلك - وكان بخط مروان بن الحكم - فقال القوم: إن كنت كاذبا فلا إمامة لك، وإن كنت صادقا
Page 16