Les Ministres et les Livres
الوزراء والكتاب
[64]
أيوب المورياني، وهو إذ اك وزير لأبي جعفر، فقام إليه أبو دلامة، ودفع إليه رقعة مختومة، وقال: هذه ظلامة إلى أمير المؤمنين، فتوصلها، أعزك الله، بخاتمها، فأخذها أبو أيوب، فلما وصل إلى جعفر أوصلها إليه، فقرأها، فإذا فيها:
ألم تر يا هذا الإمام الذي أنا ... بمسجده والقصر، مالي وللقصر!
أصلي به الأولى مع العصر صاغرا ... فويلي من الأولى وويلي من العصر
ويحبسني عن مجلس أستلذه ... أعلل فيه بالسماع وبالخمر
ووالله مالي نية في صلاتكم ... ولا البر والإحسان والخير من أمري
وما ضره - والله يصلح حاله - ... لو أن خطايا العالمين على ظهري
فضحك المنصور، وأمر بإحضاره، فلما حضر قال: هذه قصتك؟ فقال: قد رفعت إلى أبي أيوب رقعة مختومة أشكر فيها أمير المؤمنين، إذا أعانني على لزوم المسجد الذي أمر الله بلزومه، والذي كتبها ابني دلامة، فقال أبو جعفر: فاقرأها، قال ما أحسن أن أقرأ - وعلم إنه إنما أراد أن يقر بكتابه لها، فيضربه الحد على ذكره شرب الخمر - فلما رآه يحيد، قال له: يا خبيث، أما لو أقررت لضربتك الحد، وقد أعفيتك من لزوم المسجد، فقال أبو دلامة: أو كنت ضاربي يا أمير المؤمنين لو أقررت؟ قال: نعم، فقال: مع قول الله عز وجل: وأنهم يقولون مالا يفعلون ، فضحك منه، وأعجبه انتزاعه، ووصله.
وورد على أبي جعفر من محمد بن عبد الله بن حسن كتاب أغلظ له فيه، فقال له أبو أيوب: دعني أجبه عنه، فقال له: يا سليمان، ليس ذلك إليك، إذا نحن تقارعنا عن الأحساب فدعني وإياها.
Page 116