قال ابن عفير: ولي عبد العزيز مصر فكان خراجها وجبايتها إليه، فلم يوجد له نض إلا سبعة آلاف دينار وحدثنا أسامة، قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث: «أن عبد العزيز مات حين مات، وإنما ترك حلوان والقيسارية وثياب كان بعضها مرقوعا وخيلا ورقيقا، وكانت ولاية عبد العزيز عليها عشرين سنة وعشرة أشهر وثلاثة عشر يوما، ولم يلها منذ الإسلام إلى يومنا هذا أطول ولاية منه» .
وقال ذو الشامة محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط يرثي عبد العزيز وابنه الأصبغ:
نقول غداة قطعنا الجفار ... والعين بالدمع مغرورقه
مقال امرئ كاره للفراق ... تاع البلاد وباع الرقه
وفارق إخوانه كارها ... وأهل الصفاء وأهل الثقه
أبعد الخليفة عبد العزيز ... وبعد الأمير كذا وابقه
فما مصر لي بعد عبد العزيز ... والأصبغ الخير بالمؤنقه
إمامي هدى وهديي تقى ... وأهل الوفاء وأهل الثقه
سقى الله قبريهما والصدى ... وما جاورا ديمة مغدقه
فإن تك مصرا أشارت بها ... إلى الشر يوما يد موبقه
فقدما تقر بمصر العيون ... في لذة العيش محدودقه
وقال سليمان بن أبان بن أبي حدير الأنصاري يرثي عبد العزيز، والأصبغ:
أبعدك يا عبد العزيز لحادث ... وبعد أبي زبان ينشعب الدهر
ولا زال مجراه من الأرض يابسا ... يموت به العصفور وانجدب القطر
فمن ذا الذي يبني المكارم والعلى ... ومن ذا الذي يهدي له بعدك السفر
فكنت حليف العرف والخير والندى ... فمتن جميعا حين غيبك القبر
فبعدك لا يرجى وليد لنفعة ... وبعدك لا يرجى عوان ولا بكر.
Page 44