Les Gouverneurs d'Égypte
ولات مصر
Chercheur
محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي
Maison d'édition
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
Numéro d'édition
الأولى، 1424 هـ - 2003 م
وخرج إليها هارون فنزلها يوم التروية، وبعث هارون بوصيف القطرميز في المراكب الحربية، ومعه: خصيف البربري، وحماد بن ما يخشي فساروا في النيل حتى أتوا تنيس ليمنعوا دميانة، فلقيهم دميانة ليلة النحر، فحاربهم، فانكشفوا عنه، واستأمن إليه كثير منهم، وهرب وصيف القطرميز، ودخل دميانة تنيس، فآمن أهلها وسكنهم، ومضى حماد بن مايخشي إلى قرى أسفل الأرض، ففرض فروضا وأقبل بهم، ومضى دميانة إلى دمياط، فكتب إلى أصحاب هارون كتابا يدعوهم إلى طاعة المكتفي، أبوها، فسار إليهم في خليج دمياط، فالتقوا غداة يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة إحدى وتسعين، فقتل كثير من أصحاب القطرميز، وانهزم الباقون، وأسر خصيب البربري، ووصيف القطرميز، وحماد بن ما يخشي، واحتوى دميانة على مراكبهم بما فيها، وسار هارون بن خمارويه فنزل العباسة واستخلف على الفسطاط حسن بن السير، وأخرج هارون معه بجميع أهله وأعمامه خوفا من قيامهم بعده بالفسطاط، فكانوا معه في ضر وجهد، ثم نزل دميانة دميرة، فلقيه بها محمد بن أبا، ونجيح، فاقتتلوا قتالا شديدا، فظفر بهم دميانة، وبعث علي بن فلفل في عدة مراكب، فكانوا في النيل بإزاء دميانة ليمنعوه من المسير، وتفرق كثير من أصحابه هارون عنه في البر والبحر وبقي في نفر يسير، وتشاغل باللهو والطرب، فأجمع عماه شيبان، وعدي ابنا أحمد بن طولون على قتله، فدخلا عليه وهو ثمل في شرابه، فقتلاه ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة اثنتين وتسعين ومائتين وسنة يومئذ ثمانية وعشرون سنة، كانت ولايته عليها ثمان سنين وثمانية أشهر.
شيبان بن أحمد
ثم وليها شيبان بن أحمد بن طولون أبو المقانب، بويع لعشر بقين من صفر سنة اثنتين وتسعين، فأقر موسى بن طونيق على الشرط، وقدم شيبان الفسطاط يوم الثلاثاء لسبع بقين من صفر، فسلم إليه أمرها كله، وبلغ طغج بن جف وفائق مولى خمارويه وغيرهما من وجوه الجند والقواد، قتل هارون، فأنكروه وخالفوا شيبانا، فكاتبوا الحسين بن حمدان بن حمدون وهو إذ ذاك من وجوه أصحاب محمد بن سليمان، فأخبروه بمقتل هارون، وسألوه أخذ الأمان لهم، وحركوه على المسير إلى الفسطاط، وأقبل محمد بن سليمان حتى نزل جرجير، فوافاه بها كتاب طغج بن جف بالسمع والطاعة، ونزل محمد بن سليمان العباسية، فلقيه بها طغج في ناس من القواد كثير، فساروا لسيره إلى الفسطاط، وأقبل دميانة بمراكبه إلى ساحل الفسطاط، فنزل به سلخ صفر سنة اثنتين وتسعين، وعسكر شيبان يوم الأربعاء مستهل ربيع الأول بعين شمس، فأتاهم محمد بن سليمان، فمضى إليه عامة أصحاب شيبان يسئلونه أمانهم، فلما رأى شيبان ذلك أرسل إلى محمد بن سليمان في أمانه وأمان إخوته وأهله، فآمنهم.
وخرج شيبان ليلة الخميس لليلة خلت من ربيع الأول سنة اثنتين إلى محمد بن سليمان وانصرف عسكره كله، ثم دخل محمد بن سليمان الفسطاط، وكانت ولايته عليها اثني عشر يوما.
Page 182