Visages et Pendants
الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري (معتزلي)
Genres
Sciences du Coran
وليس في الإسلام ما لا سبيل إلى الخلاص من عقوبته، ويحتج به فيما اختلف فيه من الحوادث، قيل: إن ما أدى إلى الضيق وهو مفي، وما أوجب التوسعة فهو أولى، وقال: (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا) والمعنى أنه تعالى يمنعهم الطاعة التي يشرح مع أمثالها قلوب المؤمنين جزاء بما قدموا من الذنوب، ودليل ذلك قوله في آخر الآية: (كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) فيحلهم الذنب كما تسمع.
الثالث: الإثم، قال الله: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) أي: إثم، وقوله: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ) وإذا لم يكن عليه مع العمى إثم، فكيف يكون مع عدم القدرة عليه الإثم والعقاب.
وقال الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: إن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم وعميانهم في بيوتهم، ودفعوا إليهم المفاتيح، وقالوا لهم: أحللنا لكم أن تأكلوا منها؛ فكانوا يتحرجون من ذلك فنزل قوله: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ).
وذهب أبو علي ﵀ إلى أن معنى قوله: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ) أنه ليس عليه ضيق في ترك القتال، والصحيح الذي قلنا، والدليل على ذلك قوله: (وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ) فتلى ذكر الأكل بذكر الأكل، وليس بالوجه أن يتلو ذكر الحرب بذكر الأكل
1 / 197