من عجائب الدعاء - الجزء الأول
من عجائب الدعاء - الجزء الأول
Maison d'édition
دار القاسم للنشر
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Lieu d'édition
الرياض
Genres
بل إن الله خصه بالاجتباء بقوله - سبحانه - ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ [طه: ١٢٢].
* * *
دعاء نوح ﵇ -
قال - تعالى - ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦].
قال ابن كثير ﵀ أي لا تترك على وجه الأرض منهم أحدًا، ولا ديارًا، وهذه من صيغ تأكيد النفي. ثم قال بعد ذلك فاستجاب الله له، فأهلك جميع من في الأرض من الكافرين،
حتى ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه وقال: ﴿قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ﴾ [هود: ٤٣].
ونجي الله أصحاب السفينة الذين آمنوا مع نوح ﵇ وهم الذين أمره الله بحملهم معه (١).
* * *
دعاء إبراهيم ﵇ -
قال - تعالى -: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم: ٣٥].
قال ابن كثير ﵀: «ولقد استجاب الله له فقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا﴾ [العنكبوت: ٧٦]».
وقال تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ﴾ [إبراهيم: ٣٧].
قال ابن كثير ﵀: وقد استجاب الله ذلك كما قال: ﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ
(١) تفسير ابن كثير سورة نوح.
1 / 30