حقوق المرأة في ضوء السنة النبوية
حقوق المرأة في ضوء السنة النبوية
Maison d'édition
دار الحضارة للنشر والتوزيع
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
Genres
المبحث الأول
دلالة القرآن والسنة على أهلية المرأة للتكليف
وذلك واضح من خلال الآتي:
١ - خطاب القرآن للنساء:
خطاب القرآن يدل على المساواة بين الذكر والأنثى في التكليف ويتكرر النداء في القرآن مخاطبًا جميع الناس بقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ وقوله «يا بني آدم» على اختلاف أجناسهم، وألسنتهم، وألوانهم دون فرق بين ذكر وأنثى، وأبيض وأسود، كما يتكرر النداء بقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ ومخاطبًا الذين آمنوا بمحمد نساء ورجالًا، لا فرق بين ذكر وأنثى.
وتأمل قول الله تعالى في بداية سورة النساء: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ (^١) وقد اشتملت على أنواع كثيرة من التكاليف من العطف على الأولاد، والنساء، والأيتام والرأفة بهم، وإيصال حقوقهم إليهم، وحفظ أموالهم عليهم، والأمر بالطهارة، والصلاة وغيرها بـ ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ الذي يشمل الرجال والنساء، وما تفيده «أل» من الاستغراق لعموم الجنس.
• بل إن أول تكليف إلهي لآدم وحواء كان على حد سواء، يقول تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (^٢) وحين أنكر ﷾ ما كان من مخالفة أمره، وجه الإنكار إليهما معًا فقال تعالى: ﴿وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾ (^٣).
(^١) النساء: ١. (^٢) البقرة: ٣٥. (^٣) الأعراف: ٢٢.
1 / 79