230

Avec les gens

مع الناس

Maison d'édition

دار المنارة للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الثامنة

Année de publication

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Lieu d'édition

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

لأن من يمضي الصيف كلّه في الجبال هم الأقل عددًا والكثرة من الناس تبقى في دمشق، فماذا يصنع هؤلاء؟
لقد كنت كتبت في جريدة الأيام من أسابيع أعالج هذا الأمر من الجهة الجماعية، وبينت ما يصنع القوم في أميركا وفي غيرها من هذا الباب، ولست أعيد هنا ما قلته هناك (١)، وإنما أعالج الأمر اليوم من الوجهة الفردية بعد أن عالجته أمس من الوجهة الجماعية.
إن علينا أن نجد للتلميذ في العطلة أعمالًا تقوّم خلقه وتزيد ثقافته، أو تقوي جسمه وتحسن صحته، أو تدربه على مواجهة الحياة وتمكنه من اكتساب بعض المال.
وقبل أن أفيض في الشرح أبيّن للسامعين أن العمل ليس عيبًا، وأن من أبناء الموسرين الكبار في أميركا وغيرها من يعوّده أهله اكتساب المال في الصيف من أي طريق حلال، وأن طلاب الجامعات يشتغلون في المطاعم بغسل الصحون ويعملون في بيع الجرائد ولا يرون في ذلك بأسًا، لا عن حاجة للمال، فمِن آبائهم مَن يملك الملايين حقًا، بل لتعويدهم الكسب والاعتماد على النفس.
وأنا لا أريد من كل أب أن يبعث بابنه ليشتغل بجلي الصحون أو بيع الجرائد، بل أريد أن يفكر الأب أولًا؛ فإن كان ولده مقصرًا في درس من دروسه، أو كان عليه إعادة الامتحان

(١) مرّ ذلك في هذا الكتاب: مقالة «شغِّلوا الطلاب في عطلة الصيف».

1 / 245