مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره
مع الامام أبي إسحاق الشاطبي في مباحث من علوم القرآن الكريم وتفسيره
Maison d'édition
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
Numéro d'édition
السنة ٣٤ العدد ١١٥
Genres
الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ﴾ ١الخ. فَقَالَ عمر: إِنَّك أَخْطَأت التَّأْوِيل يَا قدامَة، إِذا اتَّقَيْت الله اجْتنبت مَا حرم الله"٢.
ثمَّ قَالَ أَبُو إِسْحَاق الشاطبي: "فَفِي الْحَدِيثين بَيَان أَن الْغَفْلَة عَن أَسبَاب التن - زيل تؤدِّي إِلَى الْخُرُوج عَن الْمَقْصُود بِالْآيَاتِ"٣.
ثمَّ سَاق أَبُو إِسْحَاق الشاطبي الْأَثر الَّذِي فِيهِ إِنْكَار ابْن مَسْعُود على من قَالَ: إِن الْمَقْصُود بالدخان فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ ٤ يَوْم الْقِيَامَة، ثمَّ ذكر قَول ابْن مَسْعُود فِي الْآيَة، وَأَن الدُّخان إِنَّمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا استجابة لدَعْوَة الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم٥.
ثمَّ قَالَ أَبُو إِسْحَاق: "وَهَكَذَا شأنُ أَسبَاب النُّزُول فِي التَّعْرِيف بمعاني المنزَّل، بِحَيْثُ لَو فقد ذكر السَّبَب، لم يعرف من الْمنزل مَعْنَاهُ على الْخُصُوص، دون تطرق من الِاحْتِمَالَات، وَتوجه الإشكالات ... "٦.
_________
١ - سُورَة الْمَائِدَة، الْآيَة: ٩٣.
٢ - الموافقات (٤/١٥٠)، والأثر أخرجه عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف (٩/٢٤٠ - ٢٤٢) - بِسَنَد رِجَاله ثِقَات - وَالْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن (٨/٣١٥، ٣١٦) وَقَالَ الْحَافِظ: لم يخرج البُخَارِيّ هَذِه الْقِصَّة لكَونهَا مَوْقُوفَة لَيست على شَرطه. انْظُر الْفَتْح (٧/٣٢٠) .
وَسبب نزُول الْآيَة أَن الصَّحَابَة، أَو بَعضهم عِنْدَمَا نزل تَحْرِيم الْخمر سَأَلُوا عَن مصير من مَاتَ وَهُوَ يشرب الْخمر، فَنزلت الْآيَة عذرا لمن مَاتَ قبل نزُول تَحْرِيمهَا. انْظُر: أَسبَاب النُّزُول، ص (٢٠٩)، وَالصَّحِيح الْمسند من أَسبَاب النُّزُول، ص (٦١، ٦٢) .
٣ - الموافقات (٤/١٥١) .
٤ - سُورَة الدُّخان، الْآيَة: ١٠.
٥ - انْظُر الموافقات (٤/١٥٢)، وَانْظُر الحَدِيث فِي صَحِيح البُخَارِيّ - مَعَ الْفَتْح - (٨/٥١١)، كتاب التَّفْسِير، سُورَة الرّوم، ح (٤٧٧٤) .
٦ - انْظُر الموافقات (٤/١٥٢) .
1 / 42