261

Le pouvoir de Dieu et le chemin vers lui

ولاية الله والطريق إليها

Chercheur

إبراهيم إبراهيم هلال

Maison d'édition

دار الكتب الحديثة - مصر / القاهرة

Genres

Hadith

ووقوع ذلك الشيء في نفسه لم يجد له العبد فائدة ولا علم به فضلا عن أن يصل إليه منه منفعة.

فهذا اللطف ليس بلطف أصلا، وإن فرضنا أنه بتلك الرأفة على العبد، لكونه ممن ينتفع العباد به، كان بها تأخير قبض روح العبد لحظة وأن مجرد ذلك يعد لطفا، فإنه يرد عليه إشكال أعظم من الإشكال الذي هم بصدد تأويله، وهو أن الأجل المحتوم قد تأخر عن وقته بسبب تراخي الملك عن إنفاذ أمر الله به. وحاشا الملك أن يكون منه هذا، وحاشا الأمر الإلهي أن لا ينجز حسب المشيئة الربانية، فما أحق صاحب هذا التأويل، بقول الشاعر:

(فكنت كالساعي إلى مثعب ... موائلا من سبل الراعد)

قال في الفتح: " وجوابا، رابعا، وهو أن يكون خطابا، لنا بما نعقل، والرب عز وجل يتنزه عن حقيقته، بل هو من جنس قوله: " ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ". فكما أن أحدنا يريد أن يضرب ولده تأديبا فتمنعه المحبة وتبعثه الشفقة فيتردد بينهما، ولو كان غير الوالد كالمعلم لم يتردد بل كان لا يبالي، بل يبادر إلى ضربه لتأديبه. فأريد تفهيمنا بتحقيق المحبة للولي بذكر التردد " انتهى.

أقول: هذا التأويل هو أحسن مما تقدم من تلك الوجوه، فإنهم قد أولوا

Page 477