Le pouvoir de Dieu et le chemin vers lui

Al-Shawkani d. 1250 AH
188

Le pouvoir de Dieu et le chemin vers lui

ولاية الله والطريق إليها

Chercheur

إبراهيم إبراهيم هلال

Maison d'édition

دار الكتب الحديثة - مصر / القاهرة

Genres

Hadith

وأقول لا حاجة إلى استخراج هذا المعنى العرفي للتقرب فإنه لا يفيد شيئا مع العلم بأن معنى التقرب في لسان العرب وفي لسان الشرع يشمل كل ما يتقرب به العبد من فريضة أو نافلة. وصدقه على الفرائض أقدم لكون أمرها ألزم.

وأيضا قد أغنى عن هذا الاستخراج لفظ النوافل فإنها في لسان الشرع ما زاد على الفرائض.

قال ابن حجر: " وأيضا فإن من جملة ما شرعت له النوافل جبر الفرائض كما صح في الحديث الذي أخرجه مسلم " انظروا هل لعبدي من تطوع فتكمل به فريضته "؟ الحديث بمعناه.

فتبين أن المراد من التقرب بالنوافل أن تقع ممن أدى الفرائض لا ممن أخل بها كما قال بعض الأكابر: " من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور " انتهى.

أقول: لا يخفى عليك أن أصل الإشكال عند هؤلاء الذين تكلموا بمثل هذا الكلام هو ورود المحبة في جانب التقرب بالنوافل، وقد بينا وجهه، وأي مدخل لذكر أن النوافل تجبر بها الفرائض فإن هذا إنما هو إذا احتيج إلى الترجيح بين الفرائض والنوافل، فإن الفرائض هي التي قال فيها النبي [صلى الله عليه وسلم] وآله وسلم " وما تقرب إلي [عبدي] بشيء أحب إلي مما افترضت عليه " فإن هذا قد دل دلالة أوضح من شمس النهار أن التقرب بالفرائض أحب إلى الله من

Page 404