199

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

Maison d'édition

دَارُ طَيبة

Genres

ما شاع ولم يثبت في غزوة حنين والطائف
١ - ما طابت بهذا نفس أحد قطّ إلاَّ نبي:
روى الواقدي أن صفوان بن أمية كان يسير مع رسول الله ﷺ بعد غزوة حنين، ينظر إلى الغنائم، فجعل ينظر إلى شِعْب ملأى نِعَمًا وشاء ورعاء، فأدام النظر ورسول الله ﷺ يرمقه، فقال: "أعجبك يا أبا وهب هذا الشِّعب؟ " قال: نعم، قال: "هو لك ومافيه" فقال صفوان: أشهد ما طابت بهذا نفس أحد قطّ إلا نبي وأشهد أنك رسول الله (١).
والواقدي - كما سبق - متروك على سعة علمه.
ويغني عن هذه الرواية ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن شهاب قال: "غزا رسول الله ﷺ غزوة الفتح فتح مكة ثم خرج رسول الله ﷺ بمن معه من المسلمين فاقتتلوا بحنين فنصر الله دينه والمسلمين. وأعطى رسول الله ﷺ يومئذ صفوان بن أمية مائة من النَعَم، ثم مائة، ثم مائة. قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن المسيب أن صفوان قال: والله لقد أعطاني رسول الله ﷺ ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليّ، فما برح يعطينى حتى إنه لأحب الناس إلىّ (٢) ".
وفيه عن رافع بن خديج قال: "أعطى رسول الله ﷺ أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل ... (٣) ".

(١) المغازي (٣/ ٩٤٦).
(٢) مسلم (١٥/ ٧٣، نووي). قال الشيخ الألباني ﵀: " .. وظاهره الانقطاع بين سعيد وصفوان، وعند أحمد والترمذي عن صفوان، وظاهره الاتصال، ولكن الترمذي رجّح الأول، وأيده ابن العربي في العارضة فقال: لأن سعيدًا لم يسمع من صفوان شيئًا" (فقه السيرة، ص ٣٩٤).
(٣) مسلم (٧/ ١٥٥، نووي).

1 / 200