Le ministre Ibn Zaydun avec Wallada bint al-Mustakfi

Ibrahim Ahdab Tarabulsi d. 1308 AH
115

Le ministre Ibn Zaydun avec Wallada bint al-Mustakfi

الوزير ابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي

Genres

وأنا كذلك لا حاجة إلى وجودي هنا، وربما كان عائقا عن إدراك المنى، ولا يحسن وجود ثالث عند اجتماع المحبين، وهذا المعنى بديهي التصديق برأي العين، فعين واحدة تمنع لذة الاجتماع فكيف بنظر عيون وإصغاء أسماع؟ فسر أمامي يا أبا المحاسن ليبقى معين اللقا بينهما غير آسن.

وزير :

لا يبرح منكما أحد من مكانه، ولا يتصور شيئا غير ما رأته العين في جنانه، فلا يكون مني في مقابلة هذا الوجه الجميل إلا ما كان عند اجتماع بثينة وجميل، وإني أجل هذا الجمال أن يوصف بشين وهو لأوجه المحاسن برأي العين أجمل زين، ووجودكما شاهدين على ما يكون، يمنع حسن لقائنا أن تسيء به الظنون، فإذن كونا براحة أفكار، أن يكون لنا وراء ما رأيتماه وسمعتماه أوطار.

ولادة :

ما كان ظني بك يا مهجة أن يقع في فكرك ما ظنه أبو المحاسن أو تتخيلي ما يدع ماء جمالي بدنس الشين شراسن، وقد علمت حقيقة حالي ومنتهى قصدي وآمالي، وأن ما يجنه جناني من العفاف بدون مين، لا يزيله ما فاه به لسان الإنشاد ذينك البيتين، ولا أجتمع دون ثالث مع أحد، ولا يمد إلي بريبة ضمير يد، وأمر ما يكون بين النسا والرجال قد قطعت منه جميع الآمال، وأرى الحب به يدركه الفساد كما يشوه بقبحه محاسن الوداد، خلافا لما قاله أبو العبر، وكان فيه لمتأمليه العبر، وغاية ما في الباب من محاضرت الرجال مطارحة نوادر الأدب بما لا يحول بيني وبين الحلال، وشكوى أيام النوى، وبث أخبار الوجد والجوى، وإدارة راحة الأنس بأحاديث العشاق، وهيهات أن يطمع أحد - وإن قامت الحرب - بكشف الساق، فابقيا علينا في هذا المكان شاهدين وإن كان ثم أعظم شاهد لا تراه العين.

نديم :

اقبلي أيتها السيدة عثرة لساني، وإن كان لم يذعن لتصديقها جناني، وإن ضميري صحيح الاعتقاد أن لا يدرك هذا الجمال انتقاص ولا انتقاد، وإني قصدت بذهابي التخفيف وليس لنحو أفكاري فيما وراء ذلك تصريف.

مهجة :

وهكذا أنا يا راحة الأرواح، لا يخطر في خاطري أن تكتسبي ما فيه جناح، وها نحن في هذه الحضرة نمتع النواظر والأسماع بما يحلي أجياد اللطائف بعقود الإبداع، فخذا في حديثكما الأول، فلا ألطف منه ولا أحلى ولا أجمل! ولا تهملا في موضوعه حديث أبي عامر، ذاك الذي خرب بيت أنسه فهو غامر.

وزير :

Page inconnue