Au milieu des cloches du danger
وسط أجراس الخطر
Genres
تقدم ييتس خطوة واسعة، ونظر بقلق إلى الأسرى على أمل أن يجد أحد رجاله هناك، وإن كان أمله ممزوجا ببعض الخوف من ذلك . فقد كان رجلا أنانيا وأراد الاستئثار لنفسه بكل مجد تغطية أحداث اليوم. وسرعان ما تعرف على أحد الأسرى، وكان جيمي هوكينز الذي كان يعمل لدى صحيفة «نيويورك بليد» اليومية المنافسة. وكان هذا أسوأ مما كان يتوقع.
قال: «أهلا يا جيمي! كيف وصلت إلى هنا؟» «لقد أسرني هذا الأحمق اللعين ذو الوجه غير المغسول.»
فصاح ماكدونالد بغضب وهو يمسك مطرقته: «من هو الأحمق ال...؟» تردد قليلا حين وصل إلى كلمة «اللعين»، لكنه تجاوزها بسلام. كان جليا أنه كان على وشك الوقوع في المحظور، لكن ساندي هب لينقذه وشتم هوكينز حتى اعتلى الشحوب كل الأسرى عند سماع هذا السيل الجارف من الشتائم. نظر ماكدونالد باستحسان ممزوج بالحزن إلى تلميذه، غير مدرك أنه تحت تحفيز التبغ الذي تناوله للتو، ومتسائلا كيف وصل إلى هذه البراعة في السباب؛ لأنه ككل الفنانين الحقيقيين لم يكن مدركا إطلاقا لجدارته في هذا الشأن. «قل لهذا الممسك بالمطرقة إني لست سندانا. قل له إني مراسل صحفي، وإني لم آت إلى هنا لأقاتل. فهو يقول إنه سيطلق سراحي إذا أكدت له أني لست فينيانيا.»
جلس ييتس على جذع شجرة ساقط بجبين عابس. فقد كان يود أن يسدي إلى زميله في المهنة صنيعا حين لا يكبده ذلك أي عناء شخصي، لكنه لم ينس قط أن العمل يظل عملا.
قال بنبرة مهدئة: «لا أستطيع أن أجزم له بذلك وأنا مرتاح الضمير يا جيمي. فأنى لي أن أعرف أنك لست فينيانيا؟»
صاح هوكينز غاضبا: «هراء! مرتاح الضمير؟ تفكر في الضمير كثيرا حين توجد معلومة صحفية تحتاج إلى الحصول عليها.»
أردف ييتس بنبرة حانية: «لا أحد منا يرقى إلى أحسن طباعه يا جيمي. كل ما نستطيعه أن نبذل أقصى جهدنا لنبلغها، وهذا ليس كثيرا. لأسباب قد لا تفهمها، لا أرغب في المجازفة بالكذب. أظنك تقدر ترددي يا سيد ماكدونالد، أليس كذلك؟ لن تنصحني بتأكيد شيء لست متيقنا منه، أليس كذلك؟»
قال الحداد بجدية: «كلا بالطبع.»
صاح مراسل جريدة «بليد» الساخط: «تريد أن تبقيني هنا لأنك خائف مني. تعلم علم اليقين أني لست فينيانيا.» «معذرة يا جيمي، لكني لا أعرف شيئا من هذا القبيل. حتى إني أشك في أنني ربما أكون ذا ميول فينيانية. فأنى لي إذن أن أتيقن من ميولك؟»
سأله هوكينز بمزيد من الهدوء؛ لأنه أدرك أنه نفسه ما كان ليتوانى عن استغلال محنة منافسه لو كان مكانه: «ما خطتك؟». «خطتي هي إرسال تقرير صغير متقن عن هذه الواقعة التاريخية إلى «أرجوس» عبر البرق. فكما ترى يا جيمي، اليوم هو يومي الحافل بالعمل. وحين تنتهي مهمتي، سأكرس نفسي لخدمتك وأنقذك من الإعدام، إن استطعت، مع أنني سأفعل ذلك دون محاباة، كما يقول المحامون؛ لأنني دائما ما كنت مقتنعا بأن هذا سيكون مصير كل موظفي «بليد».» «أصغ إلي يا ييتس؛ فلتتعامل بنزاهة. لا تقحم ترهات من قبيل مراعاة الضمير على حساب شخص أسير. فأنا أعرفك منذ سنوات عديدة.» «نعم، ولم تستفد من أي قدوة نبيلة إلا القليل. فمعرفتك بي هي ما تجعلني أتعجب من توقعك أنني سأخرجك من مأزقك دون أن أولي الأمر ما يلزم من التفكير.» «أترغب في إبرام صفقة؟» «دائما ما أرغب في ذلك ... حين يكون الفارق بين المكاسب والخسائر في مصلحتي.» «حسنا، إذا أعطيتني بداية عادلة، فسأمنحك بعض المعلومات الحصرية التي لا تستطيع الحصول عليها بطريقة أخرى.» «ما هي؟» «أوه، لست طفلا ساذجا يا ييتس.» «هذه معلومة مثيرة للاهتمام يا جيمي، لكني كنت أعرفها من قبل. أليس لديك شيء أكثر جاذبية لتقدمه؟» «بلى، لدي. لدي تقرير كامل مكتوب عن البعثة الحربية والمعركة، وجاهز تماما للإرسال إذا استطعت أن أضع يدي على جهاز تلغراف. سأسلمه إليك وأسمح لك بقراءته إذا أخرجتني من هذا المأزق، كما تسميه. سأمنحك إذنا باستخدام المعلومات كما تشاء، إذا خلصتني، وكل ما أطلبه هو بداية عادلة في سباقنا نحو مكتب التلغراف.»
Page inconnue