Au milieu des cloches du danger
وسط أجراس الخطر
Genres
صاح هوارد الصغير عندما بدأت الكتيبة في التحرك: «بالمناسبة يا سيد رينمارك، إذا رأيت أيا منهم، فلا تخبره بأني هنا، وخاصة مارجريت. فربما يقلقهم ذلك. سأحصل على تصريح بإجازة حين ننتهي من هذا، وأزورهم.»
كان الفتى يتحدث بثقة الشباب المتفائلة، وكان واضحا أنه ليس قلقا إطلاقا حيال الكيفية التي سيفي بها بوعد لقائهم. ترك رينمارك الطريق وانطلق عبر الريف قاصدا الخيمة.
في هذه الأثناء، كان رجلان يمشيان بخطى ثابتة على طول الطريق الترابي نحو ويلاند: الآسر الذي كان مكتئبا وصامتا، والأسير الذي كان ثرثارا ومسليا، بل كثيرا ما كان كلام ييتس يتجاوز التسلية ويصبح تثقيفيا في بعض الأحيان. فتحدث عن شئون كلا البلدين، وأبدى حلولا لكل المآزق السياسية، وقدم أسبابا لاستخدام الحس المنطقي السليم عمليا في كل أزمة طارئة، وطرح آراء عن أساليب الزراعة المعتمدة في مختلف أنحاء البلاد، وروى قصصا عن الحرب، وطرح أمثلة لأسرى قتلوا آسريهم، واستنتج من هذه الحكايات حماقة مقاومة السلطة الشرعية التي تمارس شرعيا، وأظهر عموما أنه رجل يحترم السلطة وممارستها. ثم صاح متفرعا فجأة إلى مسائل أكثر عملية، وقال: «بالمناسبة يا ستوليكر، كم عدد الحانات الموجودة بين هذا المكان وويلاند؟»
لكن ستوليكر لم يكن قد أحصاها قط. «حسنا، هذا يدعو إلى التفاؤل على أي حال. فما دام عددها هائلا إلى حد أنه يتطلب جهدا من الذاكرة لإحصائه، فمن المرجح أننا سنحظى بشيء نشربه عما قريب.»
فقال ستوليكر باقتضاب فظ: «لا أشرب الخمر في أثناء العمل أبدا.» «أوه، حسنا، لا تتأسف على ذلك. فكل رجل له عيوبه. سأسعد جدا بإسداء بعض الإرشادات إليك. فأنا قد اكتسبت العادة النافعة المتمثلة في القدرة على شرب الخمر في أوقات العمل وخارجها. أي شيء يمكن فعله يا ستوليكر إذا وضعته نصب عينيك وعقدت العزم عليه. فأنا لا أومن بكلمة «لا أستطيع» بأي طريقة كتبت.»
لم يرد ستوليكر فيما تثاءب ييتس في ضجر. «أتمنى أن تستأجر عربة بجواد أيها الشرطي. لقد تعبت من المشي. فأنا على قدمي منذ الثالثة صباحا.» «ليس من صلاحياتي استئجار عربة بجواد.» «ولكن ماذا تفعل إذن حين يرفض أسير التحرك؟»
قال ستوليكر باقتضاب: «أجعله يتحرك.» «أوه، فهمت. هذه خطة حكيمة، وتبقي الفواتير كما هي في حظائر تأجير الخيول.»
وحين وصلا إلى تبة مغرية على جانب الطريق، صاح ييتس قائلا: «دعنا نجلس ونرتح. لقد نفدت طاقتي. الشمس حارقة والطريق مغبر. تستطيع أن تمنحني راحة نصف ساعة؛ فالنهار ما زال في بدايته.» «سأمنحك خمس عشرة دقيقة.»
وجلسا معا. قال ييتس متنهدا: «أتمنى أن تمر أي عربة بحصانين.» «هذا مستحيل، في ظل سرقة معظم خيول الحي، وتركز القوات على الطرقات.»
اتفق معه ييتس قائلا بنبرة ناعسة: «هذا صحيح.»
Page inconnue