Au milieu des cloches du danger
وسط أجراس الخطر
Genres
قال له ييتس وهو ينظر إليه بابتسامة: «رينمارك، إنك ترتكب خطأ بريطانيا بحتا.» «ماذا تقصد؟ أنا لم أتفوه بكلمة واحدة.» «صحيح، لكني أراه في عينيك. أنت تستهين بالعدو. تظن أن هذه المجموعة المهندمة ستدهس تلك الزمرة من المتشردين ذوي المظهر الرث الذين رأيناهم في الغابة صباح اليوم.» «أظن ذلك بالتأكيد، هذا إن لم يهرب المتشردون قبل أن يدهسوا، وهو ما أشك فيه بشدة.» «هذا بالضبط هو الخطأ الذي ترتكبه. فمعظم هؤلاء فتية سذج قليلو الخبرة، يتعلمون كل ما يمكن تعلمه عن الحرب على ملعب كريكيت. سيتلقون قبل حلول الليل أشر هزيمة نكراء تجرعها فتيان في هذا الجزء من البلاد على الإطلاق. انتظر ريثما يرون أحد رفاقهم يسقط والدم يتدفق من جرح في صدره. وإذا لم يولوا الأدبار ويهربوا، فأنا لا أفقه شيئا. لقد رأيت مجندين قليلي الخبرة من قبل. ينبغي أن يكون معهم هنا مجموعة من رجال أكبر سنا لهم خبرة في العمل العسكري لتنظيمهم وتثبيت أقدامهم في القتال. فالرجال الذين رأيناهم صباح اليوم كانوا ينامون كجذوع أشجار مقطوعة في الغابة الرطبة بينما كنا نخطو بأقدامنا من فوقهم. إنهم محاربون محنكون. وما سيكون لهم مجرد مناوشة سيبدو لهؤلاء الصبية أفظع مأساة أصابتهم على الإطلاق. يبدو الكثيرون منهم كما لو كانوا طلابا جامعيين.»
قال رينمارك بوخزة ألم: «إنهم كذلك بالفعل.» «حسنا، لا أستطيع أن أفهم مقصد حكومتك الغبية من إرسالهم إلى هنا وحدهم. ينبغي أن تكون معهم مجموعة واحدة على الأقل من الجنود النظاميين.» «ربما يكون الجنود النظاميون قادمين في الطريق.» «ربما، ولكن سيتعين عليهم الحضور بأقصى سرعة، وإلا سينتهي القتال. وإذا لم ينه هؤلاء الأولاد وجبتهم على عجل، سيهجم عليهم الفينيانيون قبل حتى أن يدروا بذلك. فإذا نشب قتال، فلن يمر سوى بضع ساعات، بل لن تمر ساعة واحدة، وسترى نسخة مصغرة من معركة بول رن.»
احتشد بعض المتطوعين حول الوافدين، مستفسرين منهم بشغف عن أخبار العدو. فقد كان الفينيانيون قد أخذوا احتياطهم بقطع كل أسلاك التلغراف المنطلقة من فورت إيري، ومن ثم لم يعرف قادة الكتائب الكندية حتى أن العدو قد غادر ذلك المكان. كانوا في طريقهم آنذاك إلى نقطة كانوا سيلتقون فيها كتيبة من الجنود النظاميين تحت قيادة الكولونيل بيكوك؛ نقطة كان مقدرا لهم ألا يصلوا إليها أبدا. بحث ستوليكر عن ضابط وسلم إليه الأسيرين مع ورقة الإدانة التي كان ييتس قد أعطاه إياها. كان قرار الضابط مقتضبا وحادا، كما يفترض أن تكون القرارات العسكرية عموما. فقد أمر الشرطي بأخذ السجينين والزج بهما في السجن في بورت كولبورن. لم يكن لديه متسع من الوقت آنذاك لإجراء تحقيق في المسألة - من الممكن أن يجرى لاحقا - وما دام الرجلان بأمان في السجن، فإن كل شيء سيكون على ما يرام. غير أن الشرطي طرح اعتراضين على هذا الأمر بكل هدوء. أولهما أنه، كما قال، لم ينضم إلى المتطوعين بصفته شرطيا، بل بصفته مرشدا ورجلا يعرف شعاب المنطقة. وثانيهما أن بورت كولبورن ليس فيها سجن. «أين أقرب سجن إذن؟»
أجاب الشرطي: «يقع سجن البلدة في ويلاند، عاصمة المقاطعة.» «ممتاز، خذهما إلى هناك.»
فكرر ستوليكر قائلا: «لكني هنا مرشد.»
تردد الضابط لحظة. «أظنك تحمل أصفادا، أليس كذلك؟»
قال ييتس مخرجا إياها من جيبه: «بلى.» «حسنا، إذن، فلتصفدهما معا، وسأرسل أحدا من الكتيبة معهم إلى ويلاند. كم تبلغ المسافة إلى هناك عبر الريف؟»
أخبره ستوليكر بالمسافة.
فنادى الضابط أحد المتطوعين وقال له: «عليك أن تشق طريقك عبر الريف إلى ويلاند، وتسلم هذين الرجلين إلى السجان هناك. ستصفد أيديهم معا، لكن ستأخذ مسدسا معك، وإذا سببا لك أي مشكلة، أطلق النار عليهما.»
احمر وجه المتطوع ونصب قامته. وقال: «لست شرطيا. أنا جندي.» «ممتاز، إذن فواجبك الأول كجندي هو إطاعة الأوامر. آمرك بأن تأخذ هذين الرجلين إلى ويلاند.»
Page inconnue