Au milieu des cloches du danger
وسط أجراس الخطر
Genres
أطلقت إحدى الفتاتين صيحة رعب متوقعة نشوب شجار وشيك، فأدرك البروفيسور المكان الذي كان فيه. فالتفت إليها وقال بنبرة ندم: «أوه! لقد نسيت أنكما هنا. أستميحكما عذرا بكل صدق.»
فصاحت مارجريت والشرر يتطاير من عينيها قائلة: «لا تطلب العفو، بل اسحقه.»
ثم وعت ما قالته للتو، وأخفت الفتاة المنفعلة وجهها المتورد خجلا في كتف صديقتها، بينما مسدت كيتي شعرها الداكن المتشابك بحنو.
خطا رينمارك خطوة نحو الرجال الثلاثة وتوقف. فهب ييتس بسرعته المعتادة لإنقاذ الموقف، وهدأ صوته المبتهج من توتر الموقف.
قال: «كف عن هذا الهراء يا ستوليكر، لا تكن أحمق. لا أمانع إطلاقا أن تصفد يدي، وإذا كنت تتلهف لتصفيد شخص ما، فلتصفدني. يبدو أن عقلك الألمعي لم يخطر به أنك لا تملك أي دليل على صديقي، وأنني حتى لو كنت أخطر مجرم في أمريكا، فوجوده معي ليس جريمة. الحقيقة يا ستوليكر أنني لا أود أن أكون مكانك ولو أعطوني الكثير من الدولارات. تتحدث كثيرا عن أداء واجبك، لكنك تجاوزته في تعاملك مع البروفيسور. آمل ألا يكون لديك ممتلكات؛ لأن البروفيسور يستطيع، إذا شاء، أن يجعلك تدفع تعويضا باهظا عن تصفيد يده دون إذن قضائي، أو حتى مثقال ذرة من دليل.» وأضاف مخاطبا العجوز فجأة: «ما غرامة الاعتقال غير القانوني يا هيرام؟ أظنها ألف دولار.»
فقال هيرام متجهما إنه لا يدري. طرق كلام ييتس وترا حساسا لدى ستوليكر؛ لأنه كان يملك مزرعة. «من الأفضل أن تعتذر من البروفيسور، ودعنا نمضي قدما. وداعا للجميع. سيدة بارتليت، لقد كان هذا الفطور ألذ ما تذوقت في حياتي.»
ابتسمت المرأة الطيبة وصافحته. «وداعا يا سيد ييتس، وآمل أن تعود قريبا لتتناول فطورا آخر.»
وضع ستوليكر الأصفاد في جيبه مرة أخرى وامتطى حصانه. شاهدت الفتاتان من الشرفة الموكب وهو يتحرك على الطريق الترابي. كانتا صامتتين، بل ونسيتا حادث سرقة الخيول المثير.
الفصل السابع عشر
حين صار الأسيران، مع آسريهما الثلاثة، على مرمى البصر من المتطوعين الكنديين، رأوا مشهدا ذا طابع أشد عسكرية بكثير من مشهد المعسكر الفينياني. أوقفتهم سرية طوارئ خارجية فورا واستجوبتهم قبل وصولهم إلى الوحدة العسكرية الرئيسة، وكان الحارس على دراية كافية ليسألهم عن الإشارة السرية قبل أن يطلق أي رصاصة. وبعدما مروا من هذه السرية، أصبحوا على مرأى كل أفراد القوات الكندية الذين بدت ثيابهم العسكرية الموحدة في غاية النظافة والأناقة، والتي بدت جديدة إلى حد مزعج في الضوء الساطع لشمس شهر يونيو الصباحية الجميلة. كانت البنادق متراصة في أكوام بدقة متناهية في أماكن متفرقة من المعسكر وكانت كل كومة تعلوها مجموعة من الحراب المنتصبة كشعيرات الفرشاة كانت تتلألأ مع انعكاس ضوء الشمس المشرقة عليها. كان الرجال يعدون فطورهم بعدما طلبوا استراحة مؤقتة من أجل ذلك. وكان المتطوعون منتشرين على جانب الطريق وفي الحقول. ميز رينمارك ألوان كتيبة المتطوعين من مدينته، ولاحظ أن معهم جماعة غريبة عليه. ومع أنه اقتيد إليهم أسيرا، انتابه فخر متقد بالكتيبة ومظهرها المهندم، كان فخرا وطنيا ومدنيا. وبدافع غريزي نصب قامته أكثر وهو يدنو منهم.
Page inconnue