Au milieu des cloches du danger
وسط أجراس الخطر
Genres
قال للنادل وهو يضع الجرة برفق على منضدة الحانة: «أنت، املأ هذه حتى فوهتها بأفخر ما لديك من ويسكي الجاودار. املأها بعصير الحياة كما قال الشاعر الراحل عمر الخيام.»
فعل النادل ما طلبه منه. «هل تستطيع أن تموه القليل من ذاك السائل بأي طريقة، كي يتسنى شربه دون أن يشك شخص في ماهية ما يتجرعه؟»
ابتسم النادل قائلا: «إلى أي مدى قد يلبي مزجه مع مشروبات أخرى ذلك الغرض؟»
أجاب ييتس قائلا: «لا أستطيع اقتراح شيء أفضل من ذلك. إن كنت واثقا من أنك تعرف كيفية صنعه.»
لم يمتعض الرجل من هذا الاتهام بالجهل. واكتفى بالرد بنبرة شخص ينطق بإجابة لا تقبل الجدل، قائلا: «أنا من كنتاكي.»
صاح ييتس باقتضاب بينما يمد يده عبر المنضدة: «فلتصافحني! ماذا جاء بك إلى هنا؟» «حسنا، وقعت في مأزق صغير في لويسفيل، وها أنا هنا، حيث أستطيع على الأقل أن أنظر إلى بلد الرب المختار.»
احتج ييتس قائلا: «مهلا! أنت تعد قدحا واحدا فقط من المزيج .»
أجاب الرجل وقد توقف عن تركيب الشراب: «ألم تقل واحدا؟» «فليباركك الرب، لم أر في حياتي أحدا يعد قدحا واحدا من الكوكتيل. وأظنك تتفق معي في هذا.»
رد الآخر وهو يعد ما يكفي لشخصين: «أتفق معك تماما.»
أسر ييتس إلى الآخر قائلا: «الآن سأخبرك بمأزقي. لدي خيمة وبعض معدات التخييم بالأسفل هنا في كوخ الجمارك، وأريد نقلها إلى الغابة، حيث أستطيع التخييم برفقة صديق. أريد مكانا نستطيع أن نحظى فيه براحة مطلقة وهدوء تام. هل تعرف شعاب البلد هنا؟ ربما تستطيع أن ترشح لنا مكانا مناسبا.» «حسنا، طوال الوقت الذي أمضيته هنا، لم أعرف سوى أقل القليل عن المناطق النائية من البلاد. لقد سرت على الطريق المؤدي إلى شلالات نياجرا، لكني لم أتوغل في أعماق الغابة قط. أظنك تريد مكانا بجوار البحيرة أو النهر؟» «كلا، لا أريد. بل أريد أن أتوغل في أعماق الغابة، إن كانت توجد غابة.» «حسنا، يوجد اليوم رجل هنا أتى من مكان ما بالقرب من ريدجواي، على ما أظن. معه عربة خشبية شبكية لحمل التبن، وتلك بالضبط هي ما تحتاج إليه لحمل خيمتك وأعمدتك. صحيح أنها لن تمنحكما رحلة مريحة للغاية على متنها، لكنها ستكون مناسبة تماما لحمل الخيمة، إذا كانت كبيرة.» «ستناسبنا تماما. لا نكترث إطلاقا بالراحة. بل أتينا من أجل المشقة. أين سأجد ذلك الرجل؟» «سيكون هنا قريبا. ها هما حصاناه مربوطان هناك عند الشارع الجانبي. إذا تصادف أنه في مزاج جيد، فسينقل أغراضك، بل ومن المرجح أن يمنحك مكانا لتخيم فيه في الغابة القريبة من بيته. اسمه هيرام بارتليت. وها هو ذا، كأننا كنا نتحدث عن الشيطان نفسه. أيا سيد بارتليت، كان هذا السيد يتساءل عما إذا كان بوسعك أن تحمل بعض أغراضه. إنه ذاهب في طريقك.»
Page inconnue