Au milieu des cloches du danger
وسط أجراس الخطر
Genres
قال البروفيسور بشبح ابتسامة لاحت على وجهه: «لا شك أني في غاية السعادة لأنك تذكرتني فورا من أجل مسألة كهذه، وإذا كان بوسعي خدمتك، فسأسعد بذلك جدا. أفترض إذن أنك لا تعتزم المكوث في بافالو؟» «لا أعتزم ذلك بكل تأكيد. بل سأتوجه إلى الغابة البدائية، حيث أشجار الصنوبر والشوكران ذات الحفيف، الملتحية من أسفلها باللونين الطحلبي والأخضر في ال... نسيت بقية القصيدة. أريد أن أتوقف عن الاستلقاء على ورق الصحف، وأستلقي على ظهري على المروج أو في حضن أرجوحة شبكية. سأتجنب كل الأنزال أو المنتجعات الصيفية المبهجة، وأستمتع بهدوء الغابة.» «لا بد أن ثمة بعض الأماكن الجميلة على شاطئ البحيرة.» «لا يا سيدي. لا أريد شاطئ بحيرة. سيذكرني بقضبان السكك الحديدية في ليك شور حين كان هادئا، وبشاطئ لونج برانش حين كان وعرا. لا يا سيدي، الغابة ثم الغابة ولا شيء سواها. لقد استأجرت خيمة والعديد من أدوات الطهي. سآخذ تلك الخيمة إلى كندا غدا، وبعد ذلك أقترح أن نستأجر رجلا ذا عربة بحصانين لينقلها إلى مكان ما في الغابة، على بعد خمسة عشر أو عشرين ميلا. يجب أن نكون على مقربة من بيت ريفي، كي نستطيع الحصول على منتجات طازجة من زبد وحليب وبيض. صحيح أن هذا سوف يعكر صفو الإجازة بالطبع، لكني سأحاول الاقتراب من شخص لم يسمع قط عن نيويورك.» «قد تواجه بعض الصعوبة في تحقيق ذلك.» «لا أعرف. أعلق آمالا كبيرة على قلة الذكاء لدى الكنديين.»
قال البروفيسور ببطء: «غالبا ما يكون أضيق الناس أفقا وثقافة هم أولئك الذين يظنون أنفسهم الأكثر إلماما بالثقافات المختلفة.»
صاح ييتس، بعدما قلب ذلك التعليق في ذهنه قليلا ورأى أن لا شيء فيه ينطبق عليه، قائلا: «أنت محق. حسنا، لقد خزنت حوالي نصف طن من التبغ، واشتريت جرة فارغة.» «فارغة؟» «نعم. فمن بين الأشياء القليلة التي تستحق الاقتناء لدى الكنديين الويسكي الفاخر. وإلى جانب ذلك، فالجرة الفارغة ستوفر علينا العناء في الجمارك. لا أظن أن ويسكي الجاودار المقطر الكندي سيكون جيدا كنظيره في كنتاكي، لكننا سنضطر، نحن الاثنان، أن نتعايش معه لبعض الوقت. وبمناسبة الحديث عن الويسكي، فلتضغط الزر مرة أخرى.»
ضغط البروفيسور على الزر قائلا: «أعتقد أن الطبيب لم يذكر أي تعليق عن الإقلال من شرب الخمر أو التدخين، أليس كذلك؟» «في حالتي؟ حسنا، تذكرت الآن أننا تحاورنا بشأن هذا الموضوع. لا أتذكر حاليا ما أسفر عنه حوارنا في النهاية، لكن الأطباء كلهم لديهم بدعهم التافهة كما تعرف. ليس من المستحسن أن تجاريهم أكثر مما ينبغي. أيها الصبي، ها أنت ذا مجددا. حسنا، البروفيسور يريد شرابا آخر. فلتحضر شراب جن فوارا هذه المرة، وضع الكثير من الثلج، ولكن لا تغفل عن إضافة الجن إلى الحساب. بكل تأكيد، أضفه إلى حساب الغرفة رقم 518.»
الفصل الثالث
سأل ضابط الجمارك القوي البنيان ذو الوجه المحمر بعض الشيء عند المعبر الحدودي في مدينة فورت إيري: «ما كل هذه المعدات؟»
قال ييتس: «هذه خيمة، مع أعمدة وأوتاد تخص الشيء المذكور سلفا. وهذا عدد من عبوات التبغ، التي سأضطر بالتأكيد إلى دفع رسوم عليها إلى خزانة جلالة الملكة. وتلك جرة لحمل السوائل. وأستأذنك أن ألفت انتباهك إلى حقيقة أنها فارغة حاليا، ما يمنعني مع الأسف من سكب بعض الخمر قربانا للصحبة الكريمة. أما بخصوص ما يحمله صديقي في هذه الحقيبة، فلا أعرف، لكني أشك أنها بعض معدات لعب القمار، وأنصحك بتفتيشه.»
قال البروفيسور فاتحا قبضته: «معظم محتويات حقيبتي كتب وبعض الملابس.»
نظر ضابط الجمارك بارتياب إلى مجموعة المعدات كلها، وكان واضحا أنه لم يستحسن لهجة الأمريكي. فقد بدا أنه يعامل إدارة الجمارك باستخفاف ولا مبالاة، وكان الضابط شديد التقديس لكرامة منصبه إلى حد أعجزه عن كبح استيائه من التهكم عليه. وفوق ذلك، كانت ثمة شائعات عن غزو فينياني وشيك، وقرر الضابط أنه ينبغي ألا يدخل أي فينياني البلاد دون أن يدفع الرسوم الجمركية. «إلى أين أنت ذاهب بهذه الخيمة؟» «أنا واثق من أنني لا أعرف. ربما تستطيع أنت أن تخبرنا. لا أعرف البلد هنا. أصغ إلي يا ستيلي، أنا ذاهب إلى الجزء الشمالي من البلدة لأتدبر أمر فراغ تلك الجرة الحجرية. فأنا نفسي أكون فارغا في كثير من الأحيان إلى حد يجعلني أتعاطف مع حالتها. ولتنخرط أنت في مناقشة مسألة الخيمة. فأنت تعرف طرائق أهل هذا البلد، بينما أنا لا أعرفها.»
وربما أحسن ييتس صنعا بأن ترك زمام التفاوض في يد صديقه. فقد كان سريع البديهة كفاية ليرى أنه لم يحرز تقدما في تفاوضه مع الضابط، بل العكس تماما. فوضع الجرة على كتفه في تباه واستعراض ما تسبب في إزعاج واضح للبروفيسور، وسار إلى أعلى التلة صوب أقرب حانة، مصفرا لحنا حربيا راج مؤخرا.
Page inconnue