Au milieu des cloches du danger
وسط أجراس الخطر
Genres
فكر ييتس في الاقتراح لبضع لحظات.
وأخيرا قال: «سأخبرك بما سأفعله يا جيمي. سأشتري منك هذا التقرير، وأعطيك أموالا أكثر مما ستعطيك إياه صحيفة «بليد». وحين أعود إلى نيويورك، سأعينك ضمن موظفي «أرجوس» براتب أعلى مما تتقاضاه من «بليد»، ستحدد قيمته بنفسك وسأقبلها دون نقاش.» «ماذا! وأترك صحيفتي عالقة في ورطة؟ مستحيل.» «ستقع صحيفتك في ورطة على أي حال.» «ربما. لكني لن أبيعها. سأحرق تقريري قبل أن أدعك تلقي عليه ولو نظرة خاطفة. ولا داعي لأن يكون ذلك عقبة أمام عرضك منصبا أفضل علي عند العودة إلى نيويورك، ولكن في الوقت الذي تعتمد فيه صحيفتي علي، فلن أخذلها.» «كما تشاء يا جيمي. ربما كنت سأفعل الشيء نفسه. فأنا دائما ما أكون ضعيفا حين يتعلق الأمر بمصالح صحيفة «أرجوس». أليست لديك ورقة فارغة تقرضني إياها يا جيمي؟» «لدي، لكني لن أقرضها.»
أخرج ييتس قلمه الرصاص، وجذب طرف كم قميصه.
ثم قال: «والآن يا ماك، فلتخبرني بكل ما رأيته في هذه المعركة.»
تحدث الحداد وأنصت ييتس بينما كان يدون علامة على طرف كمه بين الحين والآخر. كان ساندي يتحدث من حين لآخر، لكن الغرض من معظم حديثه كان ذكر مآثر المطرقة أو تأكيد شيء قاله الزعيم. أجرى ييتس حوارات صحفية مع الأسرى واحدا تلو الآخر، وجمع كل المواد اللازمة لذلك التقرير الممتاز الذي كتب «حسب رواية شهود عيان» ونشر لاحقا في أعمدة صفحة كاملة أفردت له في صحيفة «أرجوس». كانت ذاكرته رائعة، وكان يكتفي بتدوين رموز مختصرة لم يرد أن يثقل ذهنه بها. كان هوكينز يضحك ساخرا بين الحين والآخر من الحقائق التي كانوا يذكرونها لييتس، لكن مراسل «أرجوس» لم يكن يقول شيئا، بل اكتفى بتدوين بعض الملاحظات المختصرة عن المعلومات التي سخر منها هوكينز؛ إذ اعتبرها ييتس دقيقة ومهمة على الأرجح. وحين نال كل ما يريده، نهض.
تساءل قائلا: «هل أبعث إليك بمدد يا ماك؟».
فقال الحداد: «لا، أعتقد أني سآخذ هؤلاء الرجال إلى الورشة وأحتجزهم هناك إلى أن يستدعيهم أحد. لا تستطيع أن تضمن هوكينز إذن يا سيد ييتس؟» «يا إلهي، كلا بالطبع! بل أعتبره أخطر من في هذه المجموعة. فأنا أرى أن هؤلاء المجرمين أنصاف المثقفين، المجردين من أي وازع من ضمائرهم، يشكلون دائما خطرا أكبر على المجتمع من شركائهم الأجهل المتواطئين معهم. حسنا، وداعا يا جيمي. أظنك سوف تستمتع بالحياة في ورشة ماك. إنها أفضل مكان حللت به منذ جئت إلى هذه المنطقة. أبلغ كل الفتية خالص محبتي حين يأتون للتحديق إليك. سوف أجري تحقيقات دقيقة بشأن ميولك، وحالما أقتنع بأن إطلاق سراحك سيكون آمنا على المجتمع، سآتي إليك وأفعل كل ما بوسعي. وحتى ذلك الحين، وداعا.»
كان كل ما يتمناه ييتس آنذاك هو الوصول إلى مكتب تلغراف، وكتابة مقاله تزامنا مع نقر عامل التلغراف على أزراره لإرساله. كانت لديه مخاوفه من ألا يكون عمال التلغراف في الريف بالسرعة الكافية، لكنه لم يكن يجرؤ على المخاطرة بمحاولة الوصول إلى بافالو في ظل اشتعال الوضع في البلاد آنذاك. وسرعان ما قرر أن يذهب إلى دار بارتليت ويستعير أحد الأحصنة لو لم يكن الفينيانيون قد سرقوها كلها إلى الأبد، ويركض به بأقصى سرعة ممكنة إلى أقرب مكتب تلغراف. وسرعان ما وصل إلى حافة الغابة وشق طريقه عبر الحقول وصولا إلى البيت. وهناك وجد بارتليت الشاب عند مخزن الغلال.
كان أول سؤال طرحه هو: «أتوجد أي أخبار جديدة عن الخيول؟».
فقال بارتليت الصغير مغتما: «لا، أظنهم قد رحلوا بها بعيدا.» «حسنا، يجب أن أحصل على حصان من أي مكان لأذهب به إلى مكتب التلغراف. ما أرجح مكان يمكن أن أجد فيه حصانا؟» «لا أعرف من أين تستطيع الحصول على واحد، إلا إذا سرقت الفرس الهزيل الخاص بفتى التلغراف، إنه في الحظيرة الآن يأكل.» «أي فتى تلغراف؟» «أوه، ألم تره؟ لقد ذهب إلى الخيمة ليبحث عنك، وظننته قد وجدك.» «لا، لم أذهب إلى الخيمة قط منذ وقت طويل. لعله يحمل بعض الأخبار لي. سأدخل إلى البيت كي أكتب؛ لذا أدخله حالما يعود. واحرص على ألا يرحل قبل أن أراه.»
Page inconnue