وأعْطتْ لِعرْفان الخُطامِ وأضمرَتْ ... مَكانَ خَفيّ الصّوْتِ وجدا مُجَمجما
وجاَءتْ تَبُذُّ القائدينَ ولم تَدَعْ ... نِعالَهُمَا إلا سَرِيحًا مُجذَّما
نظرْتُ وعَيني لا تُحِسُّ ظعائِنًا ... قعَدْنَ بهَضَباتِ المَهاةِ تَرَنُّما
جَرَى بَيننا آلٌ كأنَّ اضطرِابهُ ... جَدَاوِلُ ماءِ أُثْقِبَتْ لنْ تَجرَّما
لوامعُ تَجرِي بالظعائنِ دُونَها ... قِفَافٌ وأجْبالٌ فَغوْرُ يَبْسبَما
ولاحَ إكامٌ قدْ كساهُ هَجيرُهُ ... سَرابًا وقدْ اجتَبْنَ مِنهُ مُنَمْنما
تَخَالُ الحصى منْ بينِ مِنْسَرِ خُفّها ... رُضاضَ الحصى والبَهْرَفانَ المُقَصَّما
ومارَبها الضّبْعانِ مَوْرًا وكلّفَتْ ... بَعيرِي على مِيلِ الرسيمَ فأرْسَما
فلمَّا لَحقنا لم يَقُلْ ذو لُبَانَةٍ ... لهنَّ ولا ذو حاجةِ ما تيمّما
فكان لمَاحًا منْ خَصاصٍ ورَقْبَةٍ ... مخافة أعْداءٍ وطرْفًا مُقَسَّما
قليلًا وَرَفَّعْنَ المَطيَّ وشمَّرَتْ ... بنا العِيسُ يَنْشُرْنَ اللغامَ المُغَمَّما