والحارث بن كنده ومالك بن عوف وغيرهم أعطى لكل رجل من هؤلاء مائة من الإبل وأعطى لبقيتهم دون ذلك طبقات
وفي هذا المحل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ومالي من فيئيكم غير الخمس والخمس مردود عليكم)
وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم القبائل كلهم ولم يعط الأنصار شيئا فوجدوا لذلك فكلمهم خيرا
ودعا لهم فبكوا من الفرح وقالوا رضينا يا رسول الله
وارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف
وقال (لم يؤذن لي في ثقيف)
فقال رجل ادعوا عليهم يا رسول الله فقال (اللهم أهد ثقيفا)
فكان كذلك
وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة من الطائف بذي الحجة مكمل السنة الثامنة من الهجرة ولم يبق عربي إلا وقد أسلم بعد رجوعه صلى الله عليه وسلم
فصل
</span>
وفي السنة التاسعة في رجب منها غزا غزوة تبوك وتسمى غزوة العسرة
وتبوك أسم مكان انتهى إليه سفرهم
وكانت بين هذه الغزوات سرايا وحض النبي صلى الله عليه وسلم الأغنياء على النفقة فأخرج عثمان بن عفان رضي الله عنه ألفا من الإبل تنقص أربعين فكمل الألف بأربعين فرسا وصب في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ألف دينار ذهبا
قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض)
ولذلك يقال مناقب عثمان أنه جهز العسرة
وجاء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بأربعة آلاف دينار ذهبا يعين بها المسلمين
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيشه يزيد على ثلاثين ألفا وهو يريد الروم بأرض الشام
وفي هذه الغزوة احتاج الناس الماء واشتد العطش
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في الماء قيل وتفجر الماء من بين أصابعه حتى ارتووا وحملوا وشرب الجيش كله
وهذه عادته صلى الله عليه وسلم في أسفاره إذا أصبح الناس ولا ماء معهم
ولما نزل صلى الله عليه وسلم تبوك يريد الشام أقام بها وبنى بها مسجدا وهو بها إلى اليوم
وفي سفره هذا بعث خالد بن الوليد إلى مدينة الجندل وهو حصن مشهور فأتى بصاحبه وصالحه على الجزية
وفي هذه الغزوة
Page 112